من قال إن الشعب مع انهيار الدولة، أو ان الأفعال الحربية واللا سياسية من غايات الشعب..؟!.
إن الشعب مع دولة تحتكر القوة والعدالة، كما أن الموقف الذي يأمله الشعب هو الانحياز إلى الكرامة، فيما المخرج الآمن هو السلم لا العكس، بالتالي فإن سيادة القانون كلما تم هتكها؛ انهار معنى التقدّم والمستقبل.
والثابت هو ان الميليشيات تخطف إرادة الشعب، في حين لا تتحقّق تطلُّعات الشعب من دون استعادة دور الدولة بشكل حقيقي، وليس سوى الدولة هي الضمانة المثلى لصون اختلافات الجميع بحسب ما ينبغي.
ولعل الموقف من الميليشيات يعد معياراً أساسياً لروح الثورة السلمية الشعبية وتوق المواطنة والتمدُّن بالنسبة لغالبية الشعب.
ثم إننا اليوم أمام أوضاع لا معقولة تتحدّى حقنا في وطن سوي، تحديداً أمام عبث قسري مرهق بلا منطق ناضج أو مسؤول، أمام انعطافة تاريخية كبرى لا تحتمل النفاق أو الخوف أو المصلحة الخاصة، بقدر ما تستدعي الانحياز إلى ضرورة انبثاق الدولة من أجل تأمين الصراع السياسي والاجتماعي بمزيد من السلمية الحقوقية التحرّرية ذات الصالح العام، لا بمزيد من الاحتراب والتمزُّق والفوضى، وصولاً إلى شناعات حالة الانهيار الرهيب.
fathi_nasr@hotmail.com