«1»
أيها اليمنيون، ليست هويّتكم المذاهب أو الجماعات أو الجهويات القبلية أو المناطقية، اخجلوا قليلاً، ولتستبصروا.
إن هويّتكم هي اليمن، اليمن التي تكاد أن تتلاشى من إيماض عيونكم النبيلة المنكسرة، وعليكم أن تتجذّروا بها فقط لتنبعث جذوتها من جديد بكل أمل يصر على تماسكه ولا يجعلكم تنجرفون وراء الأوهام والأمراض الكبرى ما قبل الوطنية.
إن هويّتكم في إطار اليمن هي أنكم فقراء، فقراء يتم استغلالهم وتغذيتهم بالعنف ضد بعضهم؛ لذلك يجب أن يعي الفقراء مواطنتهم كي يجبروا الدولة على أن تكون قوية بلا فساد ومنحازة إلى مصلحتهم كشعب، دولة تصونهم من بعضهم ليتعايشوا وينتجوا بقانون وبعدالة وبكرامة وبحريات وبحقوق، دولة تعيد سوية اليمن واليمنيين كما ينبغي، لا دولة تتركهم في مهب الريح نهباً لاستغلالات أمزجة العنف والعصبويات وتسييس الدين وتجريف الدولة واستلاب الذات وتكريس العمى واليأس الجماعي وتشظّي كل شيء.
«2»
شعبٌ بأكمله كغريب على قارعة الطريق..
شعبٌ مأهول ببراءته الخبيثة وهو يمارس ألفة الندم من الانتظارات
شعبٌ مهجور ومفقود أيضاً
فيما البلاد التي غرست أحلامها المعقّدة في وجوم الريح، صارت بكل عفوية وابتهاج تمدح تمزّقاتها العميقة لتحصد ضياعنا الحميم والمتراكمو..
بلادٌ هاذية ومخطوفة وبلا عينين ضاحكتين..
بلادٌ طيبة وبلا رأفة
تغدق الأعراس للجنائز فقط.
fathi_nasr@hotmail.com