العنف ليس قوّة بل خواء منطق وخيار الهمج، واليمنيون يظهرون يومياً كأنهم أسرى حرب إذا جاز التشبيه؛ غير أنهم في الحقيقة الأكثر توقاً إلى الغبطة بالحياة على الرغم من البؤس المنتشر والتعب المتراكم.
هناك من يريد إجبار الشعب على مشاريعهم الضيقة، يضيّقون خياراتنا في قيام دولة حقيقية وسيادة قانون وعدالة اجتماعية، والحاصل هو أنه بوتيرة متسارعة توشك العاصمة على الوقوع في شبح حرب مخيّمة قد تدمّر كل ما تراكم لليمنيين منذ ثورتهم الأم قبل أكثر من خمسين عاماً.
بينما ما يخشاه اليمنيون في اللحظة الراهنة هو انفجار وانفلات الحرب في صنعاء التي تتأجج بشتّى مظاهر العنف؛ ذلك أن هاوية الحرب الأهلية لا أشنع منها على الإطلاق.
ويبقى الأمل في تحكيم العقل والعودة إلى جادة صواب الممكن الضروري؛ ذلك أن تحكيم العقل هو ما سيصون اليمن من الخرائب، وأما الممكن الضروري في اللحظة الحالية فيتمثّل في عدم التلويح بالسلاح ، السلاح الذي أضراره أكثر من فوائده كما علّمنا التاريخ.
المقلق أكثر هو التحشيد والتحشيد المضاد، والتحريض الطائفي والجهوي المناطقي..!!.
fathi_nasr@hotmail.com