استغاثة..!!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
الاستغاثة أو المناشدة أو النداء الذي وجّهته هذه الصحيفة الغراء وغيرها من الصحف الحكومية منذ أسبوع إلى الجمعات المعنية من أجل انتشالها من الوضع المالي المتدهور والذي ينذر بتوقف هذه الصحف عن الصدور جرّاء إيقاف ميزانيات تشغيلها. 
وفي هذا الصدد نتذكّر – على سبيل المثال – التوقف الوشيك للمستشفيات الحكومية عن أداء خدماتها الصحيّة والتطبيبية جرّاء توقف صرف ميزانياتها..!!. 
ولعل أخطر ما في الأمر هو أن تعلن أقسام الغسيل الكلوي في هذه المستشفيات توقّفها عن تقديم هذه الخدمات إلى مرضاها الذين بدأوا – مع الأسف الشديد – يتساقطون موتى لنفس الأسباب، وهي كارثة إنسانية بامتياز تستحق من القائمين على شؤون البلد سرعة معالجتها. 
ومن المؤسف أن تحدث مثل هذه المآسي، فضلاً عن إمكانية توقف تلك الصحف عن الصدور وتعطل المؤسّسات المختلفة عن أداء واجباتها ومسؤولياتها في الوقت الذي لاتزال فيه النُخب السياسية في شد وجذب حول المخارج المتاحة لإنقاذ البلد من المأزق الذي يعيشه راهناً ودون أن يتوصلوا إلى تسوية مُرضية تضع حدّاً لمثل هذا التدهور المريع وعلى كافة مناشط الحياة التي أصيبت بشللٍ تام؛ بل كاد نبض قلبها أن يتوقّف. 
وبالعودة إلى مناشدة هذه الصحف لإنقاذها من تبعات التوقُّف عن الصدور؛ فإن أوضاعاً خطيرة وكارثية تتهدّد – كذلك – تعطيل الحياة عامة في المجتمع، لعل في طليعتها انعكاسات شحّة الموارد المالية على حياة اليمنيين جميعاً جرّاء توقف الدعم الخارجي وانحسار العائدات المحلّية والموارد النفطية والغازية بسبب الظروف الأمنية التي يمرُّ بها الوطن، فضلاً عن احتمال انهيار العُملة المحلّية أمام العملات الأخرى، وهو ما سيؤدّي بالنتيجة إلى العجز في تمويل التجارة الخارجية من البضائع والمنتجات المستوردة؛ خاصة بعد أن توقّفت الشركات المصدّرة عن تقديم تسهيلات للقطاع التجاري اليمني جرّاء هذه الأوضاع الاستثنائية. 
ولا بأس في هذا الوضع المتأزّم والاستثنائي من اتخاذ خطوات عاجلة لتمويل المؤسّسات الخدمية والإنتاجية بالأموال اللازمة قبل أن تتوقّف؛ وبالقطع منها المؤسّسات الصحفية أسوة بباقي المؤسّسات، خاصة أن قطاعاً كبيراً من العاملين فيها هم بحاجة إلى انسيابية دوران الحياة في هذه المؤسّسات. 
أخيراً أيّها السّاسة؛ ارحموا هذا الشعب وتعالوا إلى كلمة سواء من أجل اليمن، وقبل فوات الأوان..!!. 


في الجمعة 27 مارس - آذار 2015 09:44:27 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://www.rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.rdfanpress.com/articles.php?id=2622