قالت الشرطة إن قوات ميليشيا شيعية أعدمت، الأربعاء، 15 سنيا ثم علقتهم على أعمدة الإنارة في ساحة عامة في بلدة في شمال شرقي بغداد.
وقال ضابط شرطة من موقع الحادث في بعقوبة، وهي بلدة مختلطة بين الشيعة والسنة على بعد 65 كيلومترا من بغداد، إنه يعتقد أن هذا التحرك يستهدف منع السنة من تأييد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات من الأرض أثناء تقدمه في شمال العراق في يونيو/حزيران.
والضحايا الذين خطفوا في يونيو/حزيران كانوا مصابين بطلقات في الرأس والصدر وجرى تعليقهم بأسلاك.
وقال الضابط "قوات الميليشيا تمنع الطاقم الطبي من إنزال الجثث المعلقة على أعمدة الإنارة."
وتابع "يتبعون تكتيكا جديدا بإبقاء الجثث معلقة لفترة أطول لردع السنة عن تأييد الدولة الإسلامية. طلبنا منهم السماح لنا بأخذ الجثث لكنهم رفضوا."
وسحل مقاتلو مليشيات شيعية، الاحد، جثث مقاتلين اسلاميين متطرفين من "الدولة الاسلامية" في شوارع مدينة بعقوبة العراقية وعلقوها في عدة نقاط في المدينة.
ويسيطر الجيش العراقي على بعقوبة مع مليشيات شيعية متحالفة معه لكنها محاطة بعدة بلدات سنية تداول السيطرة عليها مرارا الجيش وداعش منذ هجوم التنظيم الاسلامي المتطرف الذي بداه في 9 حزيران/يونيو.
ويقول مراقبون ان ممارسات الميليشيات التي تمثل الحكومة في مناطق المواجهة، والمدعومة بشكل مباشر من طهران، تمثل انعكاسا خطيرا لسياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يعتبر خصومه ان سياساته الطائفية والمتسلطة هي السبب فيما وصل اليه العراق، وفي هزيمة الجيش على يد تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف.
وكان مقاتلو "الدولة الاسلامية" استولوا على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه في سبعة اسابيع. وشهد هجومهم في بدايته هزيمة للجيش العراقي الذي يسعى منذ ذلك الحين لاستعادة زمام المبادرة دون نجاحات تذكر.
وتعتبر الدولة الإسلامية أن الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في العراق هم كفار يستحقون القتل. كما خيرت المسيحيين بين التحول الى الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت.
وأثار نهج التنظيم المتشدد قلق الكثير من العراقيين خاصة بعد بيانات تهدد نساء مدينة الموصل بالتعرض لاشد العقاب اذا لم يرتدين "الحجاب الشرعي" الذي يغطي الوجه بالكامل.
ووضعوا قواعد لشكل الحجاب وكيفية ارتدائه في إطار حملة لفرض تفسيرهم المتشدد للإسلام.
وقالت الشرطة إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مطاعم ومتاجر مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص في حادث عنف آخر وقع الأربعاء.
وقدمت الولايات المتحدة التمويل والتدريب للجيش العراقي الذي انهار في مواجهة اجتياح الدولة الإسلامية ومسلحين وبعثيين سابقين في الشمال وتزايد العنف الطائفي منذ ذلك الوقت وسيطر حلفاء لتنظيم الدولة الإسلامية على مناطق في غرب العراق.
وتدخلت الميليشيات الشيعية التي تعد خط دفاع حيوي لمواجهة المتشددين المسلحين السنة بعد أن دعا أكبر مرجعية شيعية في العراق المواطنين إلى حمل السلاح ضد الدولة الإسلامية.
وتعهد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، وهو شيعي، في كلمته الأسبوعية الأربعاء بإنهاء تهديد الدولة الإسلامية للعراق.
لكن منتقديه يقولون إن حكمه المتسلط والطائفي أبعد السنة ودفع بعضهم إلى العثور على قضية مشتركة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي فجر مساجد ومزارات شيعية.
وقوض الشلل السياسي الثقة في قادة العراق. وسقط الساسة في مأزق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة منذ الانتخابات التي جرت في أبريل نيسان كما أن الخطوة المقبلة – اختيار رئيس للوزراء – قد تكون أكثر صعوبة بكثير.
وانتخب البرلمان العراقي السياسي الكردي البارز فؤاد معصوم رئيسا للبلاد الخمس في خطوة مهمة في عملية مؤجلة لتشكيل حكومة تقدر على توحيد البلاد والتصدي للمتشددين المسلحين.
ويقود رئيس الوزراء الشيعي المالكي حكومة تسيير أعمال وتحدى المطالب من الأقلية السنية والأكراد بالتنحي ليتيح الفرصة لصعود شخصية أقل إثارة للانقسام. بل ان بعض الشيعة يعارضون توليه فترة ثالثه.