ولئن يوجد إجماع عربي واسع (سواء كان على المستوى الرسمي أو الشعبي) على ضرورة القضاء على التنظيم، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين تتخذ منحى مغايرا يثير الريبة من خلال إعلانها هذا الرفض لقتال داعش، واعتماد سياسة النصح معه.
وفي هذا السياق يقول المسؤول الإعلامي لإخوان سوريا “لن يسعنا الوقوف صمتا أمام أي اعتداء منها، فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا وثورتنا ومكتسباتها، لكن معركتنا الأولى معها فكرية”.
وتابع: “نحن نفرق بشكل واضح بين طبقة من داعش مغرّر بها… ويمكن أن تعود إلى جادة الحق، وبين طبقة لها أجندات خارجية تعمل على تحريف مسار الثورة وتتبنّى فكرا تكفيريا… فهؤلاء، معركتنا معهم تتعدّى الفكرية حتى نستطيع كفّ شرهم”. ويستبعد إخوان سوريا أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية هو من يقف خلف عملية قتل قادة حركة أحرار الشام، مساء الثلاثاء، في مقرهم بريف إدلب.
وحملت جماعة الإخوان في سوريا نظام الأسد مسؤولية قتل زعيم الحركة حسان عبود ورفاقه قائلة: “إن أصابع الظالم المستبد بشار الأسد وأدواته الشريرة القذرة واضحة خلف هذا التفجير الآثم الجبان”.
يذكر أن 47 من قادة الصفين الأول والثاني لحركة أحرار الشام المنضوية تحت لواء الجبهة الإسلامية، قد قتلوا في انفجار بعبوات ناسفة وضعت في مقر اجتماع لهم الواقع تحت الأرض، حسب المرصد السوري.
وعقب مقتل زعيمها حسان عبود، أعلنت أحرار الشام، أمس الأربعاء، عن تعيين هاشم الشيخ المعروف باسم أبو جابر زعيما للجماعة وأبو صالح الطحان قائدا عسكريا.
ولم تتهم حركة أحرار الشام أو الجبهة الإسلامية، أي طرف بالوقوف خلف عملية قتل قادة الحركة على خلاف جماعة الإخوان المسلمين. ولا يستغرب، المحللون والعارفون بخبايا الجماعة مسارعة جماعة الإخوان نفي احتمال قيام داعش بقتل قادة أحرار الشام وإعلانها رفض التحالف الدولي لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث أن الأخيرة وبعد فشلها في مصر والإطاحة بالرئيس محمد مرسي، سعت إلى تعزيز علاقاتها مع الجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى، ومن بينها تنظيم “داعش”.
وفي هذا الصدد كشف نائب رئيس قائد تجمع الضباط الأحرار بسوريا العميد حسام العواك في تصريحات خاصة للعرب اللندنية عن وجود تنسيق مباشر بين تنظيم الإخوان الدولي وتنظيم الدولة الإسلامية، في سياق مسعى لخلق فرع لداعش بمصر.
وذكر العواك أن اجتماعا عُقد في مدينة اسطنبول التركية، قبل أسابيع، جمع بين عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعة من قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، تم خلاله الاتفاق على سبل إرسال عناصر من داعش إلى مصر وانضمامها إلى جماعات إرهابية أخرى بأسماء مستعارة.
وحضر الاجتماع مجموعة من قيادات داعش الحاملين للجنسية المصرية، كما شارك فيه أيضا وسطاء من “العراق”، بدعم من شخصية سياسية عراقية بارزة، وفق المعارض لنظام الأسد. ميدانيا، يحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدما هاما في ريف دمشق، وتحديدا في الغوطة الشرقية حيث سيطروا، أمس، على عدة بلدات هامة من بينها حتيتة الجرش.
أما في العاصمة دمشق فما يزال القتال على أشده بين القوات النظامية والمعارضة التي بسطت سيطرتها مؤخرا على منطقة الدخانية الاستراتيجية بالنظر لقربها الشديد من العاصمة وارتباطها بالغوطة الشرقية المعقل الرئيسي للمعارضة. وفي محافظة القنيطرة تتواصل المعارك بين قوات النظام والثوار، الذين سيطروا خلال الأيام الأخيرة على 70 بالمئة من أريافها.