أعطى اجتماع جدة إشارة انطلاق الحرب دون هوادة على تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، وكشف عن تماسك التحالف في مقاربته لما يجري بالبلدين خاصة بعد أن تم الاتفاق على دعم المعارضة السورية المعتدلة في مواجهة نظام الأسد.
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عقب الاجتماع أن "التردد لا يقضي على التنظيمات الإرهابية بل يعطيها الفرصة للعودة".
وقال الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري إن الاجتماع يتزامن مع الخطر الذي يشكله داعش، لافتا إلى أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز "كان قد عبر عن خيبة أمله تجاه صمت المجتمع الدولي وسبق أن حذر من انتشار الإرهاب ليصل (إلى) أوروبا وأميركا".
وعن الأطراف التي ستقوم بعمل بري قال جون كيري"العراق لديه جيش قوي، سيكون هناك تدريبات للقيام بالجهود المطلوبة . لن تكون هناك مشاركة لأي قوات بريه أجنبية. المعارضة السورية لديها القوات، هناك تدريبات لابد من القيام بها".
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والبحرين والإمارات والكويت وسلطنة عمان وقطر ولبنان ومصر والأردن والعراق وتركيا.
وقالت مصادر إن الاجتماع لم يناقش تفاصيل الاستراتيجية المطروحة لمواجهة داعش في ظل توافق تام حول ما طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة له ليل الأربعاء الخميس عن وجود استراتيجية أميركية سعودية مشتركة لعمل التحالف الدولي الذي ستنضم إليه دول غربية أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن الاستراتيجية تلتزم بإقامة معسكرات لتدريب مقاتلي المعارضة وتسريع استعداداتها لمواجهة داعش والنظام معا. وهو ما كشف عنه الفيصل أمس حين أكد أن الجيش الحر له مراكز تدريب في جميع الدول المجاورة.
وقبل إلقاء الكلمة، حرص الرئيس الأميركي على الاتصال بالعاهل السعودي، وقد شدد الزعيمان على ضرورة مساعدة المعارضة السورية على مواجهة المتطرفين ونظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي “فقد كل شرعية”.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن “جميع هذه الدول هي ضحية لتنظيم الدولة الإسلامية أو ضحية محتملة له” مؤكدا أن كيري سيسعى إلى “إعطاء زخم” لجهد هذه الدول في مواجهة التنظيم.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تنوي “تعزيز قواعدها” في الخليج و"زيادة طلعات المراقبة الجوية".
وبحسب المسؤول، فإن السعودية "ستكون العنصر الأساسي في هذا التحالف نظرا لوزنها وتأثيرها الديني على السنّة".
وأثات التصريحات الأميركية حول دعم المعارضة السورية عسكريا الكثير من الأسئلة خاصة أن هذه التصريحات تكرار لوعود أميركية سابقة لم يتحقق منها شيء.
وفيما يقول مراقبون إن واشنطن اقتنعت أخيرا أن بقاء نظام الأسد كان السبب الرئيسي لصعود المجموعات المتشددة، فإن المعارضة السورية لا تصدق تماما الوعود الأميركية وترفض الانضمام إلى التحالف ضد داعش ما لم يعلن الأميركيون صراحة أنهم سيعملون على إسقاط الأسد.
وقال مؤسس الجيش الحر وقائده، العقيد رياض الأسعد، إن “جيشه لن يتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، في حربها المزمعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”، حاصرا التعاون معها “بإسقاط نظام بشار الأسد”.
وشدّد الأسعد على أن “من يريد أن يسقط النظام، فليعطِ ضمانا للجيش الحر، وخطة تلبي أهداف الثورة، وبذلك يكون الحر معه”.
من جانبه، لفت رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، في بيان له إلى أن الائتلاف طالب مرارًا بتسليح الجيش الحر، مشددا على ضرورة إتاحة المجال لتدريب الجيش الحر وتسليحه، معربًا عن استعداده لكي يكون شريكًا في الحلف الدولي، ليس للقضاء على التنظيم فقط، بل لتخليص الشعب السوري من طغيان نظام الأسد أيضًا.
ويحذر مقاتلو المعارضة من أنه من الصعب استئصال داعش، ما لم تترافق الضربات الجوية مع تحركات على الأرض لمقاتلي الجيش الحر. لافتين إلى أن الجيش الحر هو الذي يفترض أن يستعيد المدن”. ولذلك، يحتاج إلى الأسلحة المتطورة.
وأعلنت دمشق بوضوح أن “أي عمل عسكري على أرضها” من دون موافقتها أو تنسيق معها سيعتبر “اعتداء”. لكن الخبراء يشككون في قدرة النظام أو رغبته في القيام بأي رد فعل ميداني.