بعد أسبوعين من الكشف عن هويته، نفذ تنظيم “جند الخلافة في أرض الجزائر”، أول فروض الولاء لقيادة داعش، بجريمة بشعة، حيث فصلت رأس الرهينة الفرنسية، هيرفيه غوردال، عن جسده.
وخلفت الجريمة استياء الرأي العام في الجزائر، حيث أجمع الشارع والطبقة السياسية والحكومة، على رفض الفعل الإجرامي، داعين مؤسسات الجيش والأمن إلى عدم التهاون مع هذه التنظيمات المتشددة.
وقال الناشط الإسلامي المستقل، شمس الدين بوروبي، في تصريح لـ”العرب” إن “ما يقوم به هؤلاء المتطرفون مخطط مدروس بدقة لتشويه صورة الإسلام”.
وأسرت مصادر أمنية لللعراللندنية أن “القيادة العليا لمؤسسة الجيش، تصر على الاستمرار في العملية العسكرية في المنطقة، إلى غاية تصفية المجموعة المختطفة”.
وأضافت أن “القيادة علاوة على 1500 من المظليين والقوات الخاصة، مستعدة للدفع بالمزيد من قواتها إلى المنطقة، وأنها تعتبر العملية مسألة تحد”.
ويحاكي شريط فيديو قتل الرهينة الفرنسي أشرطة قتل الصحافيين الأميركيين في سوريا، جيمس فولي، وستيفن سوتلوف وعامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز.
وحمل الشريط عنوان “رسالة دم إلى الحكومة الفرنسية” وبدأ بمشاهد لهولاند خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضد داعش.
ثم يظهر الرهينة جالسا على ركبتيه ويداه مربوطتان خلف ظهره، مرتديا لباسا رياضيا أزرق، وملامح التعب بادية عليه، وكان يلتفت أحيانا بهدوء يمينا وشمالا، بينما كان أربعة مسلحين ملثمين يحيطون به.
ومنح الخاطفون كلمة للرهينة قبل قتله، لينطق بصعوبة كلمات مثل: “السيد هولاند أنت اتبعت أوباما “، ثم ذكر أسماء تبدو لأفراد عائلته مثل “فرانسواز”، “روان” ووالدي.
بعدها تناول أحد الخاطفين الكلمة، ووجه رسالة إلى فرنسا قائلا: “إنها لم تكتف بجرائمها في مالي وقبلها في الجزائر وهي الآن ترفض إقامة شرع الله في الأرض”، في إشارة إلى مشاركتها في الحرب على “داعش”.
ويطرح الفيديو عدة استفهامات كونه لم يوضح لحظة الذبح، وقطع في الدقيقة الرابعة و21 ثانية، ليظهر رأس الضحية مفصولا، ثم أن قارئ رسالة التنظيم كان يقرأ من ورقة مكتوبة ويتلعثم في بعض الأحيان، كما ذكر كلمة “الإرهاب”، وهو ما لم يتعود عليه الرأي العام في خطابات التنظيمات الجهادية.
وما يثير الاستغراب أكثر أن المنطقة الجبلية الوعرة، لا تتوفر فيها التغطية بشبكة الهاتف، ما يدعو إلى التساؤل حول كيفية بث الفيديو على الإنترنت، والمجموعة لم تغادر المنطقة بعد، بالنظر إلى الحصار العسكري.
ويقول مراقبون إن تنفيذ جند الخلافة لوعيدها بتصفية الرعية الفرنسية، سيضع الجزائر في وضع حرج بشأن خطابها المستمر حول قضائها على الإرهاب ورصيدها في محاربة التنظيمات المتطرفة.
كما يجرها إلى مستنقع الفوضى الأمنية المحيطة بها، بما أن الإرهاب صار إحدى أوراق الصراع بين القوى الإقليمية في المنطقة، ولم يعد بالإمكان الفصل بسهولة، بين صراع المصالح والصراع الأمني.
ورغم أن سيناريو التحرير بالقوة على غرار ما وقع في حادثة عين أميناس، أو إطالة الاحتجاز كانا مطروحين بقوة، إلا أن التنفيذ الفوري للتصفية، طرح بدوره عدة استفهامات برأي العقيد المتقاعد، محمد خلفاوي.
فقد تساءل خلفاوي في تصريح مقتضب لـ”العرب” عن “كيفية وصول الضحية للمنطقة دون سابق إنذار، وعن الرسائل التي وجدت في حسابه على الفايسبوك كقوله: “لست أدري أأعود أم لا؟”.