أدخلت الحرب التي يشنها حاليا التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، محور “الظلام” الذي تقوده تركيا بالتنسيق مع التنظيم الدولي للإخوان، في حالة موت سريري.
وأصبح هذا المحور الذي أساء إلى المنطقة العربية، وسعى إلى إدخالها في حالة من الفوضى خدمة لمشاريع مشبوهة، يواجه مصاعب كبيرة في الحفاظ على تماسك أركانه بعد انكفاء الدور القطري، وانكشاف حقيقة الإخوان، وإدراك المجموعة الدولية مخاطر التنظيمات التكفيرية التي يستند إليها هذا المحور، ويستخدمها لتنفيذ مخططاته.
ويرى محللون أن هذا المحور أصبح اليوم أعرج وغير قادر على التأثير بعد أن بدأ عقده بالانفراط تحت وطأة الضغوط المتزايدة، وتصاعد الضربات الجوية لمواقع “داعش” والحركات الجهادية التابعة لـ”القاعدة”.
وتذهب دوائر التحليل الأوروبية، وخاصة منها البريطانية والفرنسية، إلى القول إن نهاية هذا المحور أصبحت وشيكة، وتُبرر ذلك بتراجع الدور القطري، لتُصبح تركيا شبه معزولة، مما دفع رئيسها أردوغان إلى تصعيد خطابه في مشهد بدا فيه كأنه يُصارع طواحين الهواء.
والانطباع السائد في عواصم تلك الدول الذي تعكسه تعليقات كبار مُحرري صحفها الكبرى، أن هذا المحور دخل مرحلة التلاشي بغض النظر عن بعض التحركات التي توُصف باليائسة لترميمه، وذلك في إشارة إلى المحاولة الفاشلة التي قامت بها تركيا وجماعة الإخوان من خلال توظيف الحرب الأخيرة على غزة للعودة إلى دائرة الضوء والتأثير على الرأي العام العربي والدولي.
وبحسب المراقبين، فإن هذا المحور في طريقه إلى التفكك، بعد أن أدركت المجموعة الدولية الأبعاد التخريبية لعناصره، وتهديدها المباشر للمصالح الحيوية المشتركة في المنطقة.
ولفت المراقبون إلى أن أردوغان لم يُفلح رغم الأكاذيب التي ساقها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد مصر، في تبديد الغيوم التي تصاعدت في سماء محور “الظلام” الذي أسسه خلال السنوات الثلاث الماضية، ليجد نفسه في معضلة ثانية لا تقل تعقيدا عن المعضلة الرئيسية التي يواجهها منذ انتخابه رئيسا لتركيا بفعل اشتداد الصراع السياسي في بلاده.
وقد ساهم اللقاء البروتوكولي بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تعميق عزلة أردوغان الذي بات يبحث عن صيغة جديدة لخلط الأوراق وسط انشغال المجتمع الدولي بالحرب على “داعش”.
ويرى مراقبون أن هجوم أردوغان اللاذع على مصر والرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو تعبير عن تبدد الأوهام التي راودته كثيرا.
ومع ذلك، لا تُخفي الأوساط العربية خشيتها من أن يدفع هذا التطور أردوغان إلى القيام بشطحات شيطانية لإعادة التوازن لهذا المحور، ولوضعه السياسي، خاصة وأنه أصبح يُدرك أنه بات على حافة الهاوية.