نفى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن تكون بلاده تموّل المجموعات المتطرّفة مؤكّدا التزامه بدعم التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش.
وجاء كلام الشيخ تميم نفيا للشبهات التي تحوم حول بلاده بشأن علاقتها بجماعات متشدّدة بناء على اتهامات توجّه غالبا للدوحة من قبل وسائل إعلام، وصدرت مؤخرا على لسان مسؤول ألماني.
وكثيرا ما مثّل النجاح القطري في التوسّط لدى جماعات إرهابية في سوريا لإطلاق سراح أسرى لدى تلك الجماعات، موضع تساؤل المراقبين بشأن سرّ النجاح القطري في هذا المجال.
وكانت وساطة قطرية أتاحت أواخر أغسطس الماضي الإفراج عن 45 جنديا فيجيا من قوة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية كانت تحتجزهم في الجزء غير المحتل من الهضبة، جبهةُ النصرة الموالية للقاعدة، والمصنفة دوليا جماعة إرهابية.
كما سبق لقطر أن نجحت في عدة وساطات لدى جماعات مسلّحة ومن ذلك وساطة تم بموجبها إطلاق سراح مجموعة من الراهبات كُنّ اختُطفن من دير ببلدة معلولا السورية.
وقال الشيخ تميم لقناة سي أن أن الأميركية “نحن لا نقوم بتمويل المتطرفين. وإذا كنتم تتحدثون عن بعض الجماعات في سوريا والعراق فنحن نعتبرهم جميعا منظمات إرهابية”.
لكنه استدرك بالقول “إننا لن نقبل” بوضع كل المجموعات الإسلامية في السلّة ذاتها، في إشارة على ما يبدو إلى جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية من قبل بعض الدول. وأضاف “سيكون خطأ كبيرا” وصف كل الجماعات الإسلامية بأنها “متطرفة”. ولم يذكر الشيخ تميم المقياس الذي يمكن وفقه نفي صفة التطرّف عن بعض الجماعات.
وحول سؤال عن وجود عدد من قيادات تنظيم جماعة الإخوان في قطر، أجاب الأمير بأنّ “ما حدث في مصر قبل عام، جعل العديد من قياديي الإخوان المسلمين يأتون إلى قطر لأنهم كانوا مهددين وخائفين، وهم في أمان وموضع ترحيب في قطر طالما أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي ومازال البعض موجودا والبعض الآخر منهم غادر البلاد لأنهم يؤمنون بأنه آن الأوان لممارسة العمل السياسي، وهم مدركون أن قواعد بقائهم في قطر تمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي ضد أي بلد عربي آخر”.
استعداد قطري للانضمام إلى تحالف لضرب نظام الأسد وإسقاطه
وقطر الإمارة الغنية بالغاز كانت متهمة بتمويل ودعم مجموعات متطرفة وخصوصا جماعة الاخوان في خضم الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي منذ العام 2011. لكنها أصبحت اليوم جزءا من تحالف بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم داعش.
وقال مراقبون إنّ مشاركة قطر في هذا التحالف جاءت بمثابة تأكيد عملي من الدوحة لعدم وجود أي علاقات لها بمنظمات إرهابية.
وبهذا الخصوص أوضح الشيخ تميم “طلب منا الأصدقاء الأميركيون إذا كان بوسعنا الانضمام إلى التحالف، وهذا ما فعلناه”، مشيرا إلى أنّ بلاده والدول الأخرى المشاركة في التحالف “ستبقى ضمنه إلى حين”. وأكد بوضوح أنّ هدف قطر على المديين القصير والمتوسط هو ذاته بالنسبة إلى سائر الشركاء: “التخلص من المجموعات الإرهابية” في سوريا لكن الهدف على المدى الطويل يجب أن يكون مهاجمة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال خلال مقابلته مع سي أن أن “يجب مكافحة الإرهاب لكنني أعتبر أن السبب في كل ما يحصل هو النظام في سوريا وأنه يجب معاقبة هذا النظام”.
وحول إمكانية مشاركة قطر في العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بقصف أهداف تابعة لحكومة الأسد أجاب الأمير “بأنه لا يمكن لقطر أن تقوم بذلك وحدها بالطبع؛ لكن إذا كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الانضمام إليه”، وقال “كنّا جزءا من تحالف ساعد في تحرير الشعب الليبي. سننضم إلى تحالف كهذا لأننا نؤمن أن النظام السوري هو من تسبَّب بكل هذه الفوضى”.