لم يمض الكثير من الوقت قبل أن تظهر تداعيات توسع الحوثيين في عدد من محافظات اليمن وخصوصا تلك الواقعة خارج نطاق النفوذ التاريخي للمذهب الزيدي في اليمن “شمال الشمال”.
وفيما بدأت حرب الاستنزاف ضد الحوثيين في أغلب المحافظات التي سيطروا عليها، وجّهت السعودية تحذيرات شديدة لهم بعدم المساس بحدودها في ضوء تحركات مشبوهة تقوم بها مجموعات زيدية.
واستقظ سكان محافظات إب وتعز والحديدة وهم أكثر إصرارا على خروج ميليشيات الحوثي من شوارعهم الأمر الذي عبّرت عنه تحركات شيوخ القبائل في محافظة إب الذين اصطدموا مع عناصر الحوثي في مدينتهم والمظاهرات التي نظمها السكان المحليون في تعز والحديدة مع إمهال قيادات قبلية وسياسية الحوثيين 24 ساعة للمغادرة.
وفي مدينة “رداع” الواقعة بين محافظتي البيضاء وذمار لم يهنأ “أنصار الله” طويلا بحالة النصر غير المتوقع الذي حققوه دون مقاومة في النهار ليجدوا أنفسهم ليلا قد وقعوا في شراك مصيدة كبيرة نصبها لهم “أنصار الشريعة” والقبائل المؤيدة له، حيث تم استهداف نقاط الحوثيين التي نصبوها على عجالة بثلاث سيارات مفخخة اضطرتهم لمغادرة المدينة في صباح اليوم التالي.
ويرى مراقبون أن الحوثيين ارتكبوا خطأ بالغ الفداحة حين زرعوا المخاوف في نفوس شريحة عريضة من اليمنيين المحايدين عندما نشروا عناصرهم المسلحة في محافظات الشمال وخصوصا تعز والحديدة وإب التي تمثل الثقل السكاني والسياسي والثقافي والعمق المدني والحضاري في اليمن والتي تمتلك قوة معنوية هائلة من خلال انتماء معظم قيادات المجتمع المدني والأكاديميين والمتعلمين إليها والتي اعتبر دخولها من قبل ميلشيات مسلحة من خارجها إهانة بالغة لأبناء هذه المحافظات الذين كانوا رأس الحربة في كل التحولات والثورات خلال القرن الأخير من تاريخ اليمن السياسي.
كما منحت أخطاء الحوثيين ونشوتهم بالانتصارات السريعة، التي أغرتهم في التمدد خارج خارطتهم المذهبية الفرصة مجددا لقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح في هذه المحافظات للخروج مجددا إلى الواجهة وتقديم أنفسهم كفدائيين في سبيل تحرير محافظاتهم.