أعلنت الشرطة السعودية، أن عناصر تابعين لها تعرضوا، أمس السبت، لإطلاق نار من مجهولين في المنطقة الشرقية من البلاد، بعد 3 أيام على صدور حكم بالإعدام على رجل دين شيعي.
ولم تشر وكالة الأنباء السعودية، إلى وقوع إصابات إلا أنها أعلنت أن إطلاق النار تسبب بإشعال حريق.
ونقلت الوكالة عن ناطق إعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية أنه "عند الساعة الثانية صباحًا من يوم السبت، وأثناء أداء دوريات الأمن لمهامها بمدخل بلدة العوامية، شمال محافظة القطيف، تعرضت لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول ما، نتج عنه اشتعال حريق محدود في أنبوب فرعي للنفط قريب من الموقع".
وأضافت الوكالة أن "الجهات المختصة عملت على إطفاء الحريق على الفور، كما باشر المختصون بشرطة محافظة القطيف إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها".
وكانت حصلت حادثة مشابهة في سبتمبر الماضي في قرية العوامية أيضًا، حيث تعرض عناصر من الشرطة لإطلاق نار، ما أدى إلى نشوب حريق في أنبوب نفطي.
وأصدرت محكمة سعودية، الأربعاء الماضي، حكماً بالإعدام على الناشط نمر النمر، بعد إدانته بـ "إشعال الفتنة الطائفية والخروج على ولي الأمر".
وتشير الكثير من المعلومات إلى تحول الإخوان المسلمين في محافظة إب وتعز والحديدة إلى رافعة أساسية لرفض الوجود الحوثي في هذه المحافظات وترجّح المعلومات تحوّل هذا الرفض إلى صراع مسلح في حال أصر الحوثيون على البقاء في المحافظات استنادا إلى أسلوبهم المعروف في رفض التراجع إلى الوراء.
وفي البيضاء ومأرب تسببت سيطرة الحوثيين في التفاف الكثير من القبائل حول تنظيم “أنصار الشريعة ” المرتبط بالقاعدة والذي كان يواجه حالة من العزل المجتمعي قبيل توسع الحوثي باتجاه المحافظتين القبليتين المرشحتين للتحول إلى ما يشبه “أنبار اليمن”.
أما في الجنوب فتتصاعد موجه الاحتجاجات المطالبة بالانفصال والتي يبدو أن سيطرة الحوثيين على الشمال كانت الجذوة فيها مع مؤشرات على سعي الحراك الجنوبي لتكرار نفس سيناريو الحوثيين الذين استخدموه في إسقاط الشمال.
وفي سياق آخر ظهرت في الأفق بوادر خلافات حادة بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والذين يقول مراقبون إن كل طرف منهم حاول استغلال الآخر في الفترة الأخيرة حيث سعى الحوثيون للاستفادة من أنصار الرئيس السابق وخصوصا كوادره العسكرية في الحرس الجمهوري لبسط نفوذهم على المناطق التي واجهوا فيها مقاومة ضارية مثل عمران والجوف فيما استخدم صالح الحوثيين في الثأر من خصومه وخصوصا حزب الإصلاح وأولاد الشيخ الأحمر واللواء علي محسن الأحمر الذين يتهمهم صالح بالتآمر عليه لإسقاط حكمه في العام 2011.
وفيما يحتمل سعي الحوثيين للتخلص من صالح إما ماديا أو معنويا يستخدم الرئيس السابق صالح سلاحه الشهير في ترك أخطاء خصومه تقضي عليهم كما فعل مع خصومه السابقين حيث يدرك صالح بخبرته السياسية الطويلة أن الحوثيين وقعوا في فخ كبير كفيل باستنزافهم لسنوات بسبب تمددهم وانتشارهم غير محسوب العواقب وهي نقطة الضعف التي يمكن أن يستغلها صالح نفسه في مرحلة لاحقة بالإيعاز لأنصاره بدعم الاحتجاجات ضد الحوثيين.
وفي سياق آخر، أكد مدير عام حرس الحدود السعودي اللواء عواد البلوي على التصدي لكل من يفكر في العبث بأمن الوطن، مضيفا أن “حدودنا الجنوبية سواء البرية أو البحرية آمنة”، في إشارة قال مراقبون إن المقصود بها هم الحوثيون.
وكان الحوثيون سيطروا على منفذ حرض القريب من الحدود السعودية، وبدأوا في الترويج لخطاب معاد للرياض رغم أنها لازمت الحياد في الصراع بينهم وبين القبائل والجيش اليمني وحزب الإصلاح.
وتظاهر أمس السبت العشرات من أنصار جماعة الحوثي أمام السفارة السعودية بصنعاء، احتجاجاً على حكم بإعدام الشيخ الشيعي نمر النمر أصدرته الأربعاء محكمة سعودية.
وقال مراقبون إن الحوثيين قد يكونون فهموا الحياد السعودي في الصراع اليمني الداخلي بشكل خاطئ خاصة في ظل الدعم المكشوف الذي تقدمه لهم إيران.