يتكشف يوما بعد يوم حجم التواصل والتنسيق بين طهران وإدارة البيت الأبيض والذي يشهد خلال الأشهر الأخيرة أعلى مستوياته خاصة حول الملفين السوري والعراقي، ولعل اتفاق أغسطس في سلطنة عمان أحد أهم تمظهرات هذا التنسيق.
كشفت مصادر مطلعة عن وجود محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إعادة رسم خارطة سوريا والمناطق الكردية ومستقبل الصراع في العراق، عبر ترتيب تحالفات جديدة بين القوى المؤثرة في الصراعات الجارية بتلك المناطق.
وأكدت أن وفدا أميركيا التقى بوفد إيراني في اجتماع سري في سلطنة عُمان، أواسط أغسطس الماضي، وأن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن أبرز المحاور المتعلقة بالأزمتين السورية والعراقية.
وتداولت وكالة أنباء الأناضول التركية تقريرا يشير إلى أن الاتفاق يتضمن تحريك إيران للميليشيات الشيعية التابعة لها في العراق مثل قوات أبو الفضل العباس وعصائب أهل الحق، في حرب واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش بالتنسيق المباشر مع الضربات الجوية الأميركية.
وذكرت أن التفاهم بين واشنطن وطهران تضمن المحافظة على النظام السوري في خارطة التوازات الجديدة في المنطقة وأن تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع دمشق في عملياتها في المجال الجوي السوري.
ويتضمن هذا التنسيق إقامة تعاون استخباراتي بين الولايات المتحدة الأميركية ونظام الأسد. وهو ما أكده النظام السوري عقب بدء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية باستهداف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، الشهر الماضي، حيث شدد على أنه على علم مسبق بالتحركات الأميركية، في إشارة قرأها العديد عن وجود مثل هذا التنسيق.
ويقوم الاتفاق الإيراني الأميركي أيضا على إجراء محادثات محدودة مع الإئتلاف الوطني السوري إلى حدود 2014 وتعليق الدعم للجيش السوري الحر.