أكد المحامي خالد الآنسي القيادي في الثورة الشبابية التي أطاحت نظام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح, أمس, أن ما تقوم به جماعة الحوثي بالتحالف مع صالح ليس ثورة كما تدعي بل انقلاب وثورة مضادة لثورة 2011.
وقال الآنسي في تصريح لـ”السياسة الكويتية, إن مسلحي الحوثي نهبوا المعسكرات وسرقوا الأموال وقتلوا الأبرياء وانتهكوا الحرمات في صنعاء وعمران وخرجوا من أجل استعباد الناس, في حين أن من شاركوا في ثورة 2011 خرجوا سلميا ولم يقوموا بما قام به الحوثيون.
وأوضح أن “جميع ألوان الطيف من أبناء الشعب شاركوا في ثورة الشباب فيما جماعة الحوثي من سلالة معينة ومذهب معين وهم الهاشميون, وإذا خرج معهم من غير الهاشميين تجدهم من المذهب الزيدي”.
واتهم جماعة الحوثي بقتل المئات من الجنود والمدنيين عند اقتحامهم مقر الفرقة الأولى مدرع وسيطرتهم على صنعاء, مضيفاً إن “الحوثي يمارس العنصرية في صفوف أتباعه فهو لا يعلن عن قتلاه إلا إذا كانوا من السلالة المقدسة أي من الهاشميين, أما إذا كانوا من رجال القبائل فلا يتحدث عنهم ولايذكرهم ولا يشير إليهم بشيء وغالبا ما يقدمهم وقودا لمعاركه, فيما الهاشميون هم من يفوزون بالغنائم”.
وأكد أن “حركة الحوثي عنصرية تقوم على الاصطفاف لسلالة معينة وأن أبناء القبائل هم من يتقدمون صفوف الموت والهاشميون الذين مع الحوثي يتقدمون صفوف قيادة جمع الغنائم, كما أن مخيمات الاعتصام تجد فيها أبناء القبائل ولا تجد السلالة موجودة لتتعب وتعاني, وهذه العنصرية تجعل الحوثي يستخدم الناس أدوات للموت”.
وتوقع الآنسي أن تكون المعركة المقبلة بين جماعة الحوثي وبين صالح, متهما الأخير بأنه استخدم الحوثي في إسقاط صنعاء والسيطرة عليها.
واعتبر أن “مخطط الحوثي لن يقف عند صنعاء بل سيشمل السيطرة على اليمن كله تنفيذا لمشروع إيراني”, مشيرا إلى أن مشروع صالح هو استعادة السلطة ضمن مشاريع عدة متداخلة.
ولفت إلى أن الحوثي استخدم “الحراك الجنوبي” لمصلحته تحت ذريعة مناصرته في استعادة الدولة وحق تقرير المصير, كما استخدم صالح في السيطرة على صنعاء واستخدم انتهازية الحزبين “الاشتراكي” و”الناصري” في تقليم شريكيهما حزب “الإصلاح” (إخوان اليمن), مشدداً على أن الدولة لم تسقط.
في غضون ذلك, رفض مسلحو جماعة الحوثي تسليم منزل قائد أركان المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أمين الوائلي بعد تسعة أيام من سيطرتهم عليه في شارع الثلاثين بصنعاء, فيما اقتحموا أمس, مقر إذاعة “حياة اف ام” المملوكة لرجل الأعمال حسن الكبوس ونهبوا محتوياتها.
على الصعيد ذاته, نفت السلطات الاتهامات الموجهة إلى وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بأنه سلم اللواء الرابع حماية رئاسية ومقر التلفزيون الرسمي لجماعة الحوثي.
واتهم مصدر في وزارة الدفاع, “المتخاذلين بأنهم من يسعون إلى تلميع صورهم ومواقفهم المنكسرة من خلال التوجيه المدروس والمخطط لسهام الاتهامات الفارغة ضد وزير الدفاع”.
وأكد أن “وزير الدفاع قاد المواجهة في شارع الثلاثين بصنعاء وزار الوحدة العسكرية التي كانت مكلفة حماية التلفزيون الرسمي, والتقى الضباط والصف والأفراد وحضهم على الصمود ولم يفر أو يهرب أو يتوارى, وسعى إلى عدم انفراط الجيش وتدميره وعمل على عدم الزج به في مواجهات عبثية وحرص على أن تكون المهمة الدفاعية للجيش عن الوطن والشعب والحفاظ على الأمن والاستقرار”.
وأوضح المصدر أن “ما حدث في معسكر اللواء 314 مدرع في القيادة العليا للجيش أن اللواء علي محسن الأحمر القائد السابق للفرقة الأولى مدرع مستشار الرئيس هادي للدفاع والأمن كان قد غادر مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة “الفرقة الأولى مدرع” بعد اشتداد ضغط المسلحين الحوثيين عليه, ولجأ إلى مقر القيادة العليا للجيش ثم ما لبث أن غادرها إلى مكان غير معلوم, وبعدها بدقائق حدثت عملية انفلات ونهب لمخازن الأسلحة والذخيرة”.
وأكد أنه “لم يحدث أن أطلقت رصاصة واحدة دفاعاً عن القيادة العليا أو معسكر هذا اللواء المرابط في القيادة وذلك يدل على حدوث خيانة للواجب العسكري وما تبعها من انفلات واضح وانكسار جعل قيادة الجيش تقع فريسة سهلة في أيدي المسلحين الحوثيين”.
من ناحية ثانية, نفى مسؤول يمني ما تردد عن قتل واعتقال جماعة الحوثي لضباط عراقيين مقيمين في صنعاء وموالين لصدام حسين.
وقال المسؤول, الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ”السياسة” إن لا علاقة للعراقيين الموجودين في صنعاء بأي صراع سياسي.
إلى ذلك, أعلنت وزارة الصحة اليمنية, أن حصيلة المواجهات الأخيرة في صنعاء بلغت 274 قتيلا و470 جريحاً بينهم أطفال ونساء.