الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : السبت 27 إبريل-نيسان 2024آخر تحديث : 09:24 صباحاً
مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة .... وفاة شخص في عدن تعرف على السبب .... الهرري بعد عدن يظهر في المخا .... ضباط الشرطة الألمانية دون سراويل .... والد الطفلة حنين يتوعد بالانتقام لمقتل طفلته .... مقتل شقيقين بطريقة بشعة في المخا بتعز .... علبة تمر تتسبب بمقتل شخصين في عدن .... في عدن المعوز بـ1000سعودي ....
خيارات
طباعة طباعة
أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق
RSS Feed عربية
RSS Feed تحقيقات
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
  ما الذي يريده الروس ومالجديد في مبادرتهم لحل ازمة سوريا
الإثنين 15 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 08 صباحاً / ردفان برس/متابعات
 
 
 تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي بغدانوف، الأخيرة، حول جاهزية روسيا لبدء حوار بين نظام الأسد والولايات المتحدة، كشفت عن الحلقة المفقودة في المسعى الروسي الحثيث والمتواصل لإقناع الأطراف السورية المعارضة ونظام الأسد والأطراف الإقليمية الفاعلة في الصراع، وفي مقدمتها تركيا وإيران لدعم المبادرة الروسية للحل.
نجاح موسكو في إقناع النظام وعبر نائب وزير الخارجية الّذي يعد أحد أهم الخبراء الروس معرفة بالشأن السوري وأقدمهم معرفة بأركان النظام، من خلال عمله كسفير في سوريا في مطلع الثمانينات من القرن الماضي بالموافقة على الخطة الروسية للحوار بينه وبين المعارضة، ونجاح النظام عبر وزير خارجيته وليد المعلم في إقناع طهران بتأييد الموافقة السورية على هذه الخطة، أم أنّ للروس قوة دفع للتوجه نحو الطرف الدولي الأهم المتمثل في الولايات المتحدة الأميركية للعب دور الوسيط بينه وبين النظام السوري للبدء في حوار بين الطرفين.
ما الذي يريده الروس؟
قبول الولايات المتحدة بالاقتراح الروسي يعني الاعتراف بشرعية النظام وكسر طوق العزلة الدولية من حوله، وهو ما يعني الموافقة على بقاء “دكتاتور دمشق” في السلطة، ويجعل الحوار بين أطراف المعارضة والنظام على التفاصيل الأخرى التي سيكون النظام الطرف الأقوى في تحديد ماهيّتها وحدودها على خلاف المعارضة، التي هي في الحقيقة معارضات جرى تصنيع جزء منها من قبل النظام للعب مثل هذا الدور، وشراء بعضها الآخر من خلال إغرائه بالسّلطة، في حين أنّ ما تبقى منها ضعيف ومتعدد الولاءات، وليس له تأثير يذكر على القوى العسكرية التي تقاتل النظام في الداخل.
الروس يحاولون مرة أخرى وبأسلوب مختلف ومعزز بتأييد النظام وإيران وأطراف من المعارضة من خارج الائتلاف والمجلس الوطني اللذين لم يعلنا حتى الآن موقفا صريحا من الطروحات الروسية، أن يُجدّدوا دورهم القديم في لعب دور العراب بين الأميركيّين والنظام، على غرار ما فعلوه بعد استخدام النظام للسلاح الكيميائي في غوطة دمشق وإعلان الولايات المتّحدة استعدادها لتوجيه ضربة عسكرية للنظام عقابا له على استخدام هذه الأسلحة ضدّ المدنيين.
النجاح الروسي في وقف الضربة العسكرية مقابل العرض الذي قدموه للأميركيين عن استعداد النظام لتسليم مخزونه من الأسلحة الكيميائية وتدمير منشآت تصنيعها، استثمره النظام والروس وحليفهما الإيراني في استقدام الآلاف من مقاتلي “حزب الله” والميليشيات الشيعية العراقية للقتال إلى جانب قوات النّظام وكسر طوق الحصار الّذي كانت تفرضه قوات المعارضة على النظام داخل العاصمة دمشق، وفي ريف مناطق حمص والقلمون.
قبول الولايات المتحدة بالاقتراح الروسي يعني الاعتراف بشرعية النظام وكسر طوق العزلة الدولية من حوله
ما الجديد في مبادرة روسيا؟
لم يف النظام بالتزاماته من أجل تدمير أسلحته الكيميائية كاملة أو الكشف عن جميع مواقع منشآتها كما ظهر من خلال ما كشفه قبل مدّة عن أربعة مواقع جديدة لم يكن قد صرّح بوُجُودها سابقا، وكما تبيّن للجنة الدولية المكلفة بتدمير هذه الأسلحة وللولايات المتحدة الأميركية من خلال فحص عيّنات من تربة المناطق التي استخدم فيها النظام غاز الكلور ضدّ قوات المعارضة في مناطق عديدة من دمشق وحماة وحلب، ما يعني إخلاله بجميع تعهداته الدولية حيال تسليم مخزونه كاملا من هذه الأسلحة وتوقيعه على معاهدة انتشار السلاح الكيميائي.
ورغم ذلك لم يتّخذ المجتمع الدولي ولا الولايات المتحدة أيّ إجراءات عقابية ضد النظام، الذي لم يكن تفادي الضربة العسكرية هو المكسب الوحيد الذي حققه مع حلفائه الروس والإيرانيين، إذ استطاع وبدعم عسكري واسع من قبل هؤلاء الحلفاء تعزيز مواقع قواته على الأرض واستعادة مناطق هامة من قوات المعارضة، كما عمد إلى فسح المجال أمام القوى الإسلامية المتطرفة شأن تنظيم “داعش” للتوسع على حساب الجيش الحر بل وعلى حسابه هو نفسه، كي تقوى هذه التنظيمات ويشتدّ خطرها، حيث تتحول إلى خطر حقيقي يهدّد مصالح واشنطن والغرب، ما يجعل حربه ضدّ السوريين المطالبين بالحرية حربا ضد الإرهاب، ويجعل منه شريكا للولايات المتحدة والغرب في محاربة هذا الإرهاب العابر للحدود.
من جهة أخرى تتجلى الأهداف الحقيقية للمبادرة الروسية التي يقودها بغدانوف هذه المرة، وعلى خلاف العادة، في إعادة اعتراف الولايات المتحدة بنظام الأسد، لأنّ من يريد للحوار أن يستوفي شروط نجاحه عليه أن يصل إلى تفاهمات أولية بين أطراف الصراع حول الإطار العام للمفاوضات والسقف الزمني له والضمانات الدولية التي تضمن تطبيق نتائجها، خاصة بعد أن أثبت هذا النظام إخلاله بالتزاماته الدولية وإفشاله لكل المبادرات العربية والأممية طوال مدّة الصّراع الماضية، وفي طليعتها مؤتمر جنيف 2.
لذلك يجب وضع هذه المبادرة في سياقها السياسي والعسكري لفهم أبعادها الحقيقية، خاصّة وأنّها تأتي على خلفية إدراك الإدارة الأميركية لفشل الضربات الجوية التي يشنّها التحالف الدولي في وقف تمدّد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وهو ما وضعها أمام مأزق حقيقي يتطلب منها تغييرا في استراتيجية تدخلها العسكري، لا سيما بعد هيمنة أعضاء الحزب الجمهوري على الكونغرس الأميركي (الذين لم يتوقفوا عن مهاجمة سياسة أوباما في المنطقة)؛ فهل أراد الروس إلقاء طوق النجاة للإدارة الأميركية من خلال هذه المبادرة التي يمكن أن تقنع الأطراف السورية والإقليمية بتغيير قواعد الصّراع عبر الحديث عن وعود بتقديم النظام لتنازلات سياسية للمعارضة، تجعله يتحول إلى طرف في الصراع ضد الإرهاب، عبر تشكيل تحالف عسكري على الآرض من قبل دول المنطقة لمحاربة تنظيم “داعش” وأخواته من التنظيمات المتطرفة وفق التصنيف الأميركي؟ وهو الأمر الذي سيخرج إدارة أوباما من حرجها بعد فشل الضربات في تقليص قوة تنظيم “داعش” على الأرض.
الروس يسعون إلى إحداث تغيير في قواعد اللعبة وأولوياتها في الصراع السوري، يحقق لهم الحفاظ على مصالحهم
تصريحات بغدانوف بعد لقاءاته المتعددة مع الأطراف السوريّة المختلفة وزيارتيه المتعاقبتين في فترة قصيرة جدا لبيروت، تحاول أن تبيع للأطراف المختلفة كلاما يُرضي رغباتها، من أجل إقناعها بالموافقة على المبادرة لأنّ الهدف الأساسي لها ليس الوصول إلى تسوية حقيقية بقدر ما هي محاولة لإعادة تسويق النظام لواشنطن، لكي يستعيد مشروعيّته التي فقدها، وينهي عزلته الدولية، وهو ما يعني الموافقة على بقاء رأس النظام في السلطة. لذلك فإنّ هذه المبادرة هي تطوير شكلي للمبادرة الإيرانية وللحلّ عموما ولموقف بعض أطراف المعارضة الدّاخلية الّتي جرى تصنيعها من قبل أجهزة النظام الأمنية.
ماذا يحول دون إيفاء النظام بتعهداته؟
يعرف الروس (كما يعرف النظام) أنّ المعارضة الخارجية لا تملك قوة التأثير على الأرض لكي تستطيع التفاوض نيابة عن الأطراف التي تقاتل ضدّ نظام بشار، لا سيما منها الكتائب الإسلامية، ما دعا روسيا إلى دعوة الشيخ معاذ الخطيب أوّلا إلى زيارة موسكو للتشاور حول مبادرتها الجديدة.
من جهة أخرى، تعرف المعارضة كما يعرف الروس والنظام والإيرانيون أنّ هناك تباينا واضحا بين أطراف معارضة الخارج السياسية ممثلة في المجلس الوطني وائتلاف قوى المعارضة السورية وبين معارضة الداخل من حيث الرؤية للحلّ المنشود للصّراع، ما يعني أنّ المعارضة الّتي تحكمها هذه التناقضات في المواقف ستكون في مواجهة نظام يعرف كيف يناور ويتلاعب بالوقت، وكيف يستثمر هذه التناقضات بين هذه الأطراف لإضعاف موقفها وتشتيت قواها والقول بأنها أعجز من أن تقود البلاد في ظل هذه الظروف الصعبة لتحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما من شأنه أن يعزز موقع النظام ويكسبه دعما دوليا من خلال تسويقه لنفسه على أنه الأكثر قدرة على ضبط الأوضاع الأمنية ومحاربة قوى التّطرف.
وبناء على ما سبق، سوف تكون الحرب على الإرهاب من أجل القضاء على تهديده للسّلم العالمي ومصالح الولايات المتحدة والغرب، هي العنوان الأبرز للتسويق الروسي لهذه المبادرة الّتي تأتي تتويجا واستمثارا لكل المآلات الكارثية للصراع السوري عسكريا وإنسانيا، والتي كان الروس طرفا أساسيا في الوصول إليها، وذلك بغية إعادة تأهيل النظام واستعادة دوره على الساحة الدولية.
المعارضة التي تحكمها تناقضات في المواقف ستكون في مواجهة نظام يعرف كيف يناور ويتلاعب بالوقت
نجاح الروس والنظام في إقناع إيران و”حزب الله” بلعب هذا الدور، الذي كانت إيران تحاول أن تستثمره في مفاوضاتها النووية مع الغرب، غطى على فشل الرئيس الروسي بوتين في الحصول على مباركة تركيا الّتي تعدّ من الأطراف الفاعلة في هذا الصراع لهذه المبادرة التي سيترك فيها الروس لأطراف المعارضة والنظام أن تتفق على أولويات التفاوض، أي الدخول في متاهة الاتفاق الذي لن يكون مجديا نظرا للتباينات في المواقف حتى بين أطراف المعارضة الخارجية. ولذلك يستعجل الروس العمل على تحقيق اختراق في الموقف الأميركي لصالح النظام يعزّز من خلاله موقعه ويمكنه من فرض شروطه في أيّ حل ممكن في المستقبل.
هل يرى الروس شيئا آخر غير مصالحهم؟
نظام بشار، وفي المرحلة التي كانت المعارضة السورية تحظى فيها بالدعم السياسي من قبل الأطراف الدولية التي تطلق على نفسها أصدقاء الشعب السوري، عمل وبالاشتراك مع الروس على إفشال مفاوضات جنيف، فهل يمكن تصوّر أنّ من فعل ذلك في تلك المرحلة يمكنه أن يقبل بمفاوضات جدية مع المعارضة تحقّق الحد الأدنى من المطالب التي انتفض من أجلها السوريون وقدّموا مئات الآلاف من الشّهداء في ظل وضع بات يتراجع فيه الدعم الدولي للمعارضة السورية، وتتعقد فيه ظروف محاربة الإرهاب، وتتزايد الأخطار التي أصبحت تشكلها هذه الآفة مع غياب أيّ أفق لحل يذكر.
لاشك أنّ الروس في ظل التداعيات الدولية السياسية والاقتصادية التي طالتهم بسبب تدخّلهم في الشأن الأوكراني أوّلا، واستبعادهم من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ثانيا، يحاولون الآن استعادة دورهم في المنطقة وعلى الساحة الدولية عبر إنجاح تسويق هذه المبادرة التي تهدف قبل كل شيء إلى إحداث تغيير في قواعد اللعبة وأولوياتها في الصراع السوري، يحقق لهم الحفاظ على مصالحهم في المنطقة من خلال الحفاظ على بنية النظام، ويؤمن لهم فرصة التفاهم مع الولايات المتحدة من جديد على تقاسم المصالح والنفوذ قبل أي هدف آخر.


 

مواضيع مرتبطة
السلطات المغربية تفكك خلية إرهابية تجند النساء للالتحاق بداعش
الإرهاب يستوجب تحالفات قوية تتماشى وطبيعة المنطقة العربية
من وقع في فخاخ تويتر أولا مقاتلو داعش أم فتيات بريطانيا
الدولة الإسلامية لا إسلامية ولا دولة، بل اسم تجاري جديد للقاعدة
فوز السبسي يخلط أوراق إخوان تونس
التطرف الاسلامي ثمار سموم 'الربيع العربي'
هل تلتزم قطر بتعهداتها تجاه البيت الخليجي
قطر تعيد ترتيب أولوياتها في القمة الخليجية... الإرهاب أولا
عقيدة الحرب الهجينة تسيطر على صراعات العالم وتجعلها أكثر تعقيدا
العاهل الأردني:الإخوان اختطفوا الربيع العربي

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.037 ثانية