دشّنت جماعة أنصارالله الحوثية حركة سريعة ومفاجئة لاستكمال السيطرة بشكل كامل على مؤسسات الدولة، وصفها مراقبون بأنها بمثابة انقلاب كامل على الدولة بمختلف سلطاتها وصلاحياتها، وربطوها بالموقف الخليجي وأيضا الدولي الضاغط على الجماعة الشيعية الموالية لإيران، والمطالب لها بإنهاء احتلالها لمناطق يمنية واسعة.
وقال متابعون لسير الأحداث في البلاد إن السرعة التي ينفّذ بها الحوثيون عمليات السيطرة على مؤسسات الدولة تشي بأنهم في سباق ضد الساعة ليفرضوا سلطتهم على البلاد كأمر واقع.
وكانت بلدان مجلس التعاون الخليجي ضمّنت البيان الختامي لقمتها الأخيرة في الدوحة ما يشبه الإنذار الشديد لجماعة الحوثي من مغبة التمادي في احتلال أجزاء من البلاد على رأسها العاصمة.
ومن جانبها وجّهت الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية المؤطّرة للانتقال السياسي السلمي في اليمن في بيان لها انذارا مماثلا لجماعة أنصار الله الحوثية.
وفي تصعيد غير مسبوق قامت الميليشيات التابعة للحوثيين بإحكام سيطرتها على معظم المؤسسات والمراكز الحيوية في صنعاء في تحرك مفاجئ يؤشر على نزوع واضح للانقلاب على المؤسسات الشرعية في البلاد، حيث استفاقت العاصمة على انتشار كثيف للعناصر الحوثية وتوارد أنباء عن سيطرتها على مؤسسات استراتيجية على رأسها وزارة الدفاع ومحيطها بالكامل، ومصلحة الأحوال الشخصية التي تقع على بعد أمتار من مخازن السلاح المركزية للجيش اليمني.
كما أغلق مسلحون حوثيون البنك المركزي اليمني وسيطروا على شركة «صافر» كبرى شركات استخراج الغاز إضافة إلى اقتحام مسلحين حوثيين صحيفة الثورة الرسمية الأولى في اليمن وتغيير هيئة تحريرها وإصدارها من دون موافقة وزارة الإعلام اليمنية وبما يخدم توجهاتهم السياسية.
وجاء ذلك بعد يوم من قيام مجاميع مسلحة من الحوثيين باعتراض موكب وزير الدفاع محمود الصبيحي ورئيس هيئة الأركان العامة حسين خيران ومنعهما من دخول الوزارة الأمر الذي اعتبرته مصادر يمنية ردا سريعا على قيام الوزير الصبيحي بطرد عناصر الحوثيين المتمركزين في الدائرة المالية وبعض البوابات الرئيسية في الوزارة وتمكّنه من إدخال رئيس هيئة الأركان العامة المعيّن حديثا، إلى الوزارة بعد قيام الحوثيين بمنعه من الدخول اعتراضا على تعيينه.
وحيال الورطة التي بات يواجهها اليمن، وفي ظل حالة من شبه الاستسلام التام من قبل سلطات الدولة بما في ذلك رأس هرمها، أي رئاسة الجمهورية، تتجه الأنظار إلى الشارع اليمني كجدار أخير للممانعة ضد الهجوم الحوثي الكاسح.
وكسرت أمس مجموعات من الشباب اليمني جدار الخوف المخيّم على العاصمة وخرجت في تظاهرات للمطالبة بإخراج ميليشيات الحوثي من صنعاء ومن باقي المحافظات.
وتقدم التظاهرات نشطاء مستقلون وأصدروا بيانا يطالب بإخراج المسلحين الحوثيين من المدن والمحافظات التي يحتلونها ومن مقرات الوحدات العسكرية والأمنية والمدنية وكافة مؤسسات الدولة.
كما طالب البيان، الدولة بـ«بسط نفوذها في كل أراضي البلاد، والعمل من أجل إقامة دولة مدنية خالية من السلاح».
"العرب اللندنية"