في تطور لافت للموقف الخليجي من مجريات الأحداث في المشهد السياسي اليمني استقبل الرئيس عبدربه منصور هادي يوم أمس الأربعاء في القصر الجمهوري بعدن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وهو الأمر الذي يعد وفقا للأعراف الدبلوماسية بمثابة تأكيد دول الخليج على تعاملها مع شرعية هادي حصرا كرئيس للجمهورية اليمنية.
وقالت مصادر مطلعة لـلعرب اللندنية” إن زيارة الزياني تركزت حول سبل دعم الشرعية الدستورية التي يمثلها هادي على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي ومن ذلك تعزيز دور عدن كعاصمة مؤقتة ونقل السفارات الخليجية إليها.
وجاءت هذه الزيارة استكمالا للدور الذي لعبته كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية في تسهيل خروج الرئيس اليمني من صنعاء، وما انتهى إليه لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بنائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد الثلاثاء من تأكيد دعم هادي لاستعادة الشرعية ومنع التطبيع مع الانقلاب الحوثي.
وكانت مصادر سعودية كشفت لـ”العرب” أن المسؤول العماني فتح الملف اليمني بكل تعقيداته على طاولة العاهل السعودي، وأن اللقاء تناول دور قبائل حضرموت ورجال الأعمال في مواجهة الحوثيين.
ولم تنتظر دول الخليج كثيرا لتعلن وقوفها ضد الانقلاب الحوثي، فبعد بيانها الداعي إلى وضع اليمن تحت البند السابع ما يتيح التصدي للانقلاب بالقوة، وبعد سحب السفراء والتلويح بالورقة الاقتصادية، جاء الدعم الواضح لهادي كجهة شرعية وحيدة.
ويرى محللون سياسيون أن تواجد الرئيس هادي في عدن بما يمثله من شرعية معترف بها على الصعيدين الإقليمي والدولي سيساهم في تجفيف مصادر قوة الحوثيين التي باتت تتجه نحو حالة من العزلة.
وتشهد صنعاء نزوحا سياسيا ودبلوماسيا غير مسبوق إثر انتقال هادي إلى العاصمة الشتوية عدن التي شهدت وفقا لمصادر “العرب” توافد الكثير من القادة السياسيين في مؤشر على تضاؤل شرعية صنعاء كعاصمة سياسية.
وتفيد المصادر أن الحوثيين اتخذوا قرارا بإيقاف حالة النزيف السياسي الذي يتعرضون له بمنع قادة الأحزاب والوزراء ورجال الأعمال من الانتقال إلى عدن وخصوصا بعد إعلان عدد من الأحزاب اليمنية عن نقل مراكزها ونشاطها السياسي إلى عدن.
وأوقفت الميليشيات الحوثية الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح محمد السعدي والقيادي البارز في الحزب محمد قحطان إثر محاولتهما السفر إلى عدن. كما أوقفت سلطات مطار صنعاء التابعة للحوثيين أمين عام الحزب الناصري عبدالله نعمان.
وشهدت صنعاء ليلة ساخنة بعد محاولة ميليشيات حوثية اقتحام معسكر القوات الخاصة (النخبة) في منطقة “الصباحة” بصنعاء، وتؤكد مصادر “العرب” أن الحوثيين استخدموا الدبابات في قصف المعسكر بعد الفشل في اقتحامه الأمر الذي تسبب في مقتل وجرح العشرات من منتسبي القوات الخاصة.
وأكدت مصادر خاصةلـلعرب” أن اقتحام المعسكر والذي يعد الأكبر والأقوى تسليحا يأتي في سياق التحركات الحوثية لنزع مخالب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لا زال يسيطر على الكثير من وحدات الجيش اليمني وخصوصا تلك التي كانت تخضع مباشرة لقيادة نجله مثل الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
وقد كشف قيادي حوثي بارز وعضو اللجنة الثورية العليا عبدالكريم الخيواني ما قال إنه “تحذير” تم تسليمه لصالح قبل أسبوع من قبل الحوثيين، مؤكدا أن اقتحام المعسكر جاء عقب انصياعه.
ويعتبر الكثير من المراقبين أن الحوثيين بدأوا في تضييق الخناق على صالح وأنهم باتوا على مرمى حجر من إنهاء نفوذه المتعاظم في الجيش الذي ينظرون إليه كمصدر خطر يمكن أن يربك خططهم القادمة.