بات اليمن على مشارف المجاعة بحسب تأكيدات منظمات دولية، في مفارقة صادمة طبعت مسار البلد منذ الصيف الماضي حين انطلقت جماعة الحوثي المسلّحة من ذريعة مساندة احتجاجات شعبية على زيارة في أسعار الوقود عرفت باسم «الجرعة»، واضطرت حكومة الوفاق القائمة آنذاك إلى إقرارها تحت ضغط عجز مالي كبير، ليصلوا بالبلد إلى حرب شاملة وانعدام شبه تام للمواد الضرورية والخدمات الأساسية.
وقالت منظمة أوكسفام الدولية إن أسعار الغذاء والوقود تضاعفت أربع مرات في بعض المناطق باليمن مع انخفاض كميات السلع الأساسية بشكل خطير. وأضافت المنظمة أمس في بيان أن إمدادات الوقود تتضاءل، فالديزل تحديدا، هو شريان الحياة في اليمن، ليس فقط لنقل وتوزيع المواد الغذائية، ولكن أيضا من أجل ضخ المياه لأغراض الري والشرب والغسيل.
وقالت أوكسفام إن التصعيد الحالي في وتيرة العنف يزيد الضغط على حياة أكثر من 16 مليون يمني الذين يحتاجون بالفعل إلى المساعدات، ولكن، وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين ما يزال صعبا جدا بسبب الصراع. وأضافت «هذا الصراع يمزق اليمن»، داعيـة جميع أطـراف النـزاع في اليمـن لوضع حد فوري للعنف والسماح للواردات من المواد الغذائية والوقود أن تبدأ من جديد.
وأشار بيان المنظمة إلى ارتفاع كبيـر في سعر القمح الذي كان يباع في الأسبوع الماضي بنحو نصف دولار للكيلـوغرام الـواحد في الحديدة إلى 1.10 دولار في بعض الأسواق بالمدينة حيث أصبحت الأسعار متقلبة على نحو متزايد. أما وقود الديزل، الذي كان يباع بالسعر الرسمي المدعوم 0,70 دولار للتر، فيباع حاليا في السوق السوداء بـ 2,80 دولار للتر، وأصبح من الصعوبة بمكان العثور عليه.
وقالت أوكسفام إنها وزعت بالفعل أموالا نقدية على أكثر من 4 ألاف أسرة (حوالي 28 ألف شخص) لمساعدتهم على شراء الضروريات الأساسية.