قال مراقبون إن اختيار الفريق أول ركن خليفة حفتر، الأردن ليكون أول دولة عربية يزورها كقائد عام للجيش الليبي، لم يكن صدفة، وإنما كان خيارا مدروسا له أكثر من معنى ودلالة سياسية وعسكرية.
وتأتي زيارة حفتر للأردن في وقت يستعد فيه الجيش الليبي لحسم معركة تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات، وتزايد المؤشرات حول قرب التوصل إلى تفاهمات سياسية لتشكيل حكومة وفاق وطني.
واجتمع الفريق أول ركن خليفة حفتر أمس، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وبحث معه “طرق وآليات دعم القوات المسلحة الليبية بالتدريب والاستشارات العسكرية، وسبل تطوير التنسيق والتواصل المباشر بين القيادات العسكرية في البلدين”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وكان الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي قد وصل إلى الأردن، مساء أول أمس الأحد، في زيارة رسمية يُرافقه فيها قادة أركان القوات البرية والبحرية والجوية وبعض المستشارين العسكريين في القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.
ووصف محللون هذه الزيارة بأنها “سياسية وعسكرية بامتياز، وتُشير إلى أن المملكة الأردنية تُولي مزيدا من الاهتمام بالشأن الليبي، وتحرص على تدعيم دور الجيش في العملية السياسية الجارية حاليا.
كما تعكس هذه الزيارة أن الفريق أول ركن خليفة حفتر حصل على دعم ومرجعية عربية لا لبس فيها، وأن الأردن وعد الحكومة الليبية المُعترف بها دوليا بأن يكون حليفا لها في حربها ضد داعش والإرهاب بشكل عام، وبذلك يُقدم حفتر نفسه كمنقذ لليبيا من سطوة ميليشيات الإخوان والتنظيمات الإرهابية.
وبحسب المُحلل السياسي الليبي سامي عاشور، فإن هذه الزيارة تندرج في إطار جولة يُنتظر أن يزور خلالها حفتر مصر وموسكو، بحثا عن دعم سياسي وعسكري.
وقال في اتصال هاتفي مع “العرب اللندنية إن هذه الزيارة تحمل الكثير من المعاني، إذ أنها تأتي في وقت تشهد فيه ليبيا الكثير من المتغيرات على الصعيدين العسكري والسياسي، وهي بذلك نقطة انطلاق للتأكيد على أهمية دور الجيش الليبي في المعادلة السياسية.
واعتبر أن الجيش الليبي بقيادة حفتر “أصبح رقما مهما في المشهد السياسي التفاوضي، بحيث يصعب تجاوزه، ما يعني أن هذه الزيارة ستفتح الباب أمامه لتثبيت دوره كرقم أساسي في المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد”.