وتأتي هذه التطورات في وقت لم تهدأ فيه عاصفة الانتقادات التي وجهتها القوى السياسية والشعبية الليبية لقطر وقناة “الجزيرة”، حيث توالت الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي وسط حالة من الغضب والاستياء تُنبئ بـ”انتفاضة” ليبية في وجه قطر، وأدواتها المحلية من جماعة الإخوان والتنظيمات التكفيرية الدائرة في فلكها.

وقال اللواء حفتر في حديث بثته قناة “العربية” أمس، إن “قطر تستهدفنا منذ اليوم الأول التي دخلت بلدنا، حيث سعت إلى وضع عراقيل أمام العمل السياسي من خلال إزاحة مجموعات جيدة، واستبدالها بمجموعات ضعيفة تابعة لها”.

وأضاف أن الدوحة تسعى إلى إفراغ ليبيا من الشرطة والجيش، ومحاولة ملء الفراغ بمجموعات مُسلحة تابعة لها “عملت على ابتزاز الليبيين، وإرهابهم”، على حد تعبيره.

ولم يتردد في هذا السياق في اتهام قطر بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي استهدفته في الرابع من الشهر الجاري، مُتوعدا في نفس الوقت برد قوي وقاس على قطر بسبب إساءاتها للشعب الليبي.

وجدد اللواء خليفة حفتر تأكيده على مواصلة حربه ضد المجموعات الإرهابية التي تمركزت في جزء من الأراضي الليبية، وقال “يجب على المجموعات الإرهابية مغادرة ليبيا قبل أن تدفن فيها”.

وترافق هذا التهديد مع توجيه القوات العسكرية الموالية لحفتر ضربات موجعة لمواقع في مُحيط بنغازي بشرق ليبيا، تسيطر عليها جماعات مُسلحة مُرتبطة بتنظيم “أنصار الشريعة” المدعوم من طرف قطر.

وقال أمس العميد ركن صقر الجروشي، قائد قوات سلاح الجو التابع لقوات اللواء حفتر، في تصريحات صحفية، إن “قوات الجيش الليبي شنت هجوما مدفعيا على مواقع لتنظيم “أنصار الشريعة” وكتائب متطرفة بمنطقة سيدي فرج”، شرق بنغازي.

وتابع أنه “ستتبع ذلك الهجوم غارة جوية في وقت لاحق تستهدف مواقع المتطرفين بمنطقة “الهواري” في ضواحي المدينة”، لافتا إلى أن القوات الموالية للواء حفتر استطاعت هزيمة أفراد تنظيم “أنصار الشريعة” و”كتائب الثوار” بمنطقة سيدي فرج في معركة شرسة عند بوابة مالك”.

وفيما تواصلت العمليات العسكرية ضد الجماعات المتطرفة في شرق ليبيا، بدأت عاصفة الانتقادات التي وجهتها القوى السياسية والشعبية الليبية للدوحة بسبب تدخلها الفاضح في الشأن الداخلي الليبي، تتحول تدريجيا إلى ما يشبه الإعصار المُدمر في وجه قطر.

فقد تصاعد الغضب الذي يجتاح الليبيين بسبب الكشف عن فضائح جديدة تؤكد سعي قطر إلى تدمير ليبيا، وانتهاك سيادتها، وصولا إلى استباحة أعراض بناتها في سابقة يُرجح أن تكون لها تداعيات خطيرة خلال الأيام القليلة القادمة.

وتناقلت عشرات الصفحات الليبية على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أمس مقالا لصحيفة “لوموند الفرنسية” يكشف إصرار قطر على تدمير ليبيا، وفضح مخططاتها، منها فضيحة إحضار النساء إلى قطر من ليبيا.

وتضمن المقال قول أحد الضباط القطرين “… إن الناشطة الليبية المدعوة (ه.ح) التي تواجدت لدينا في قطر هي من جلبت لنا في إحدى الحفلات الوطنية بالدوحة 20 فتاة من مدينة “يفرن” الجبلية”.

وأضاف أن القطريين “ليسوا وحدهم من وقع في عشق الليبيات أو الوقوع بين براثنهن بل كل من عمل في ليبيا، حيث كان سكان المنطقة القريبة من مطار “معتيقة” هم من يقومون بإقامة العزائم والولائم لنا …”.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي اتسعت فيه دائرة الاستنكار في ليبيا لما ورد في التسجيل الصوتي المُسرب في وقت سابق الذي رأى فيه الليبيون إساءة لشرف الليبيات حيث شهدت غالبية المدن الليبية مظاهرات منددة بالتدخل القطري في الشأن الليبي.