دعا عضو المكتب السياسي للحوثيين أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" علي البخيتي، حزب التجمع اليمني للإصلاح (اخوان مسلمين) إلى الدخول في حوار "مباشر" معهم لحلحلة الأوضاع في المحافظات التي تشهد نزاعا، معترفا بامتلاك الحوثيين" "أسلحة مختلفة الانواع".
كما دعا البخيتي - الذي كان يتحدث لبرنامج "ماوراء الخبر" اليومي في حلقة الاثنين، الذي استضاف أيضا الكاتب والمحلل السياسي محمود ياسين - حزب الاصلاح إلى "الاعتراف بأنهم يخوضون معارك مع مسلحي الحوثيين.
واعترف البخيتي بامتلاك الحوثيين أسلحة مختلفة الانواع، قائلا "نحن لا ننكر هذا الامر".
وأضاف "جميع الاحزاب اليمنية مسلحة، المؤتمر الشعبي العام لديه كميات من الاسلحة في المنطقة التي يسطير عليها علي عبدالله صالح (الرئيس السابق).
وأشار إلى أن الحوثيين، وافقوا في مؤتمر الحوار على ان "بناء دولة شراكة وطنية حقيقية بين مختلف ابناء الشعب اليمني، تكون مخولة بنزع اسلحة الجميع، بما فيها الاحزاب".
ودعا البخيتي إلى بناء دولة شراكة وطنية حقيقية "نأمن فيها على أنفسنا، ونأمن ألا تخاض حروبا علينا"، حسب قوله.
وقال "إذا تم بناء دولة حقيقية ودولة شراكة فإن هذه الدولة ستقوم بنزع سلاح الجميع، وتبسط سيطرتها على جميع أراضي اليمن".
وحول ما يدور في محافظة الجوف من معارك عنيفة، قال البخيتي "المعركة ليست بين الحوثيين والجيش اليمني، وإنما مع ملشيا حزب الاصلاح".
وقال "نفس المطالب التي كانت موجودة في عمران، نطالب الرئيس بسرعة تغيير محافظ الجوف وقادة الوحدات العسكرية والامنية المرتبطة بأحزاب، وتعيين أشخاص جدد لا يرتبطون بأنصار الله او الاصلاح، يكونوا نزيهين ووطنيين قادرين على إدارة المحافظة بشكل إيجابي".
وأشار إلى أنه "عند تغيير هذه القيادات سيتضح من هو الطرف الذي يريد أن يسقط محافظة الجوف ويتمرد على الدولة والرئيس ".
من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياي محمود ياسين إن "تتبع مسار الطموح الحوثي "أمر بالغ التعقيد".
وتساءل ياسين "هل على اليمنيين ان يظلوا يترقبون تقدم مليشيا دموية لديها طموح عسكري عصبوي سياسي نبت من عملية إرث تاريخية، ويريد أن يبسط هيمنته على اليمن بدعوى ان هناك حركة اخوان مسلمون؟".
وقال "نحن لن ندفع ثمن وجود اخوان مسلمين سواء في عمران او في الجوف مع ان الاشتباكات كانت بين مليشيا حوثية وألوية عسكرية ترتدي الزي العسكري وتتسلم رواتبها من وزارة الدفاع".
وأضاف "كوننا نعاني اختلالا ما في تركيبة الدولة ولم تستكمل عملية هيكلة الجيش هذا لا يعطي الحوثي الحق في السيطرة على البلد، تحت مسمى "الاخوان المسلمين".
وقال "وجود الاخوان المسلمين في أي محافظة لا يحرمني ولا يحول بيني وبين خشيتي من هذه المليشيا الطامحة الفئوية العصبوية والتوتر في الميدان".
وفي رده على المساعي التي تبذلها الدولة لتطويق المعارك بين الحوثيين والقبائل ووحدات الجيش، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود ياسين "نحن بحاجة ماسة لمصالحة من نوع ما،او تسوية قبل أن تنهار البلد، والامر الان ليس من يملك الحجة او الدليل، ولكن من يملك القدرة والارادة الوطنية لاعفاء هذا البلد من الانهيار".
وأضاف "بلادنا تتعرض لتصدع قوي وعنيف جدا، وما قاله الرئيس هادي في خطابه الاخير، يمكن البناء عليه، وانا أظنه حالة ايجابية بدأت تلوح في الافق وهو يتحدث عن وجوب نزع السلاح من جميع المليشيات وان الدولة وحدها من يملك حق استخدام السلاح داخل البلد".
وقال "عوضا عن ما يتم ترديده حول الاخوان او المليشيا المسلحة، على الرئيس ألا يستهدف طرفا معينا، وأن يضع قبضة الدولة بديلا عن كل عمل مسلح خارج مؤسسة الجيش، وهذا ما نحتاجه.
وأكد ياسين، أن الحوثيين لن يسيطروا على اليمن لكنهم يؤسسون الآن لحالة مليشاوية بعيدة المدى وواسعة النطاق وتمتد أنشطتها إلى كل محافظة، وتسعى إلى اسقاط المحافظة تلو الاخرى".
وطالب ياسين الرئيس عبدربه منصور هادي ان "يضع قبضة الدولة بدلا عن اي مليشيا من أي نوع".
وقال "وعلينا كيمنيين أن نبدأ حوارا حتى مع الحوثيين (...) ونحن بحاجة عمليا إلى مشروع سلام وتسويات داخل البلد".
وعن دور العشر في تقديم مساعدة معينة في هذا الاتجاه؛ "نحن مضطرون على الدوام لفتح الباب للخارج، واستدعاء حل أو مساندة دبلوماسية للوصول إلى تسويات داخلية".
إلى ذلك رفض البخيتي توصيف الحوثيين بـ"المليشيا العصبوية السلالية"، مؤكدا أن الحوثيين او من يسمون أنفسهم "انصار الله" "مكون رئيس داخل الشعب اليمني، وليس مكونا عصبويا سلاليا كما ظل يرددها الرئيس السابق علي عبدالله صالح".
وقال "نحن مكون شعبي سياسي من مختلف اطياف الشعب اليمني، وبالتالي يجب على الاخر ان يحترمنا".