تحول المشهد في مصر خلال أيام العيد، إلى ساحة للتراشق، واستغلال الفرقاء والاحزاب، للاحتفالات الدينية وتوظيفها، وسط هرولة القوى السياسية بحثا عن أصوات الناخبين، مع بدء العد التنازلي لانتخابات مجلس النواب، بعد أسابيع قليلة.
وعرف التنافس تحولا جديدا لعدد من الأحزاب المدنية، التي سارت على خطى جماعة الإخوان، بالتوسع في توزيع لحوم الأضاحي باسم الأحزاب للتقرب للأصوات الانتخابية، وهو ما قابلته أحزاب ليبرالية فقيرة ماليا وشعبيا، بانتقادات حادة مستنكرة استخدام الأحزاب الثرية لآليات جماعات الإسلام السياسي، في شراء الأصوات، واستغلال الفقراء والمناسبات الدينية سياسياً.
ونشط حزبا “المصريون الأحرار” و“الوفد” لتوزيع لحوم الأضاحي في أول أيام العيد، ورفعا لافتات التهاني أمام ساحات العيد بمحافظات مختلفة، ما عرضهما لانتقادات من منافسين حزبيين، أضعف من حيث القدرات المالية.
ولم يتردد حزب التجمع اليساري في توجيه انتقادات حادة لتلك الممارسات، معتبرا أن “المصريين الأحرار” استبدل ” زيت وسكر الإخوان” بلحوم الأضاحي.
وقال عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع، والنائب البرلماني السابق لـلعرب اللندنية إن حزبه يسعى إلى آداء الواجبات الاجتماعية والتواصل مع الجماهير، دون استغلال سياسي للمناسبات الدينية.
وأضاف “التنافس السياسي في ساحات صلاة العيد مرفوض لما يحدثه من احتقان، كما نرفض استغلال الأحزاب الثرية ماليا، لحاجة الفقراء بشراء أصواتهم بلحوم الأضاحي، فنحن نرحب بالتكافل الاجتماعي بعيدا عن استغلاله سياسيا”.
وحذر مغاوري من “تغليف العمل الاجتماعي برداء سياسي”، متسائلا “ما الفرق بين شراء أحزاب ليبرالية، لأصوات البسطاء بلحوم الأضاحي، وبين شراء الإخوان لها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بزجاجات الزيت وأكياس السكر؟”.
وكان تيار الاسلام السياسي، حاول كعادته استغلال احتفالات العيد لمحاولة ترميم جماهيريته المنهارة، حيث دفعت جماعة الإخوان التي وضعتها الحكومة المصرية على قوائم الإرهاب، كوادرها أمام الساحات بالقرى في محافظات وسط الدلتا والصعيد، والفيوم ومرسى مطروح والمنيا وأسيوط، لتهنئة المواطنيين المقبلين على الصلاة.
واعتبر مراقبون في تصريحات لـ”العرب” أن جماعة الإخوان تستهدف من هذا التحرك في يوم العيد، جر قوات الأمن للصدام مع أنصارها بهدف سقوط ضحايا، لكسب تعاطف الجماهير. وأدركت قوات الأمن ذلك، وعملت على تفويت الفرصة، بتجنب الاشتباك إلا في حالات تهديد مصالح المواطنين”.
وتسعى جماعة الإخوان التي تراجعت قدراتها على الانفاق على الأضاحي مع تضييق الدولة الخناق على مصادر تمويلها، إلى محاولة استغلال عيد الأضحى سياسيا علها بذلك تُعيد سيطرتها على أوساط الفقراء، في ظل غياب دور ملموس للدولة في مثل هذه المناسبات.