اعتبر الخبير العسكري المتقاعد العميد محسن خصروف, أمس, أن اللقاء التشاوري لرجال القبائل الذي انعقد أول من أمس في صنعاء بدعوة من زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يعد مرحلة من مراحل الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية وعلى مؤسسة الرئاسة, وإتمام الصفقة بين الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح وجناح من حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه صالح في السيطرة على السلطة والمؤسسات وعلى الحيز الجغرافي في شمال اليمن أو ما كان يسمى بـ”الجمهورية العربية اليمنية”.
ورأى خصروف في تصريح لـ”السياسة الكويتية أن قرار من شاركوا في ذلك اللقاء تشكيل لجان ثورية بذريعة استعادة حقوق المواطنين المسلوبة وفرض الرقابة على مؤسسات الدولة يمثل إحدى صور الاستيلاء على السلطة وتأميم مؤسسات الدولة وتعطيل عملها واستكمال صور الانقلاب العسكري.
وأضاف خصروف “إذا لم يعجل الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل الحكومة واتخاذ إجراءات عملية لاستكمال هيكلة القوات المسلحة والأمن واستعادة السيطرة عليهما وإذا لم يسارع إلى مصارحة الشعب بما حدث ويتخذ خطوات عملية فسيمضي مخطط الحلف الحوثي-الصالحي وسيتمكنون من الاستيلاء على السلطة.
وتوقع أن تكون المعركة المقبلة بين صالح وجماعة الحوثي, قائلا “بعد أن يستكمل مشهد الاستيلاء على السلطة سيبدأ الصراع بين المنتصرين في هذه المعركة ويصفي كل واحد حسابه مع الآخر وقد يمتد هذا الصراع إقليمياً إذا ما سيطر الحوثيون على باب المندب وخصوصاً الدول المطلة على البحر الأحمر وفي مقدمها مصر”.
في المقابل, قال عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم, إن اللقاء التشاوري الموسع لوجهاء وحكماء اليمن كان يضم الأطياف السياسية كافة.
وأشار القحوم في تصريح لـ”السياسة” إلى أن البيان الختامي للقاء كان واضحاً ولم يذكر فيه منح هادي فرصة عشرة أيام لتشكيل الحكومة.
وأوضح أن من تحدث ومنح هادي فرصة عشرة أيام لتشكيل الحكومة لا يعبر إلا عن نفسه, مؤكداً أن هذه المواقف لا تحسب على اللقاء التشاوري, ومشدداً على أن أي موقف متشنج من قبل من تحدثوا في اللقاء لا يعبر بالضرورة عن جماعة “أنصارالله”.
في غضون ذلك, لقي ستة من عناصر حزب “الإصلاح” (إخوان اليمن) مصرعهم في هجوم شنه مسلحو جماعة الحوثي فجر أمس, على مقر الحزب في مدينة إب وسط اليمن وسيطروا عليه.
وقال مصدر أمني لـ”السياسة” إن مسلحي الحوثي هاجموا المقر بعد أن أطلق مسلحون من “الإصلاح” النار على منزل القيادي الحوثي عبدالواحد المروعي, ونصبوا نقاط تفتيش في شوارع المدينة فما كان من الحوثيين إلا اقتحام مقر “الإصلاح” بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين بداخله.
وأضاف المصدر إن الحوثيين اعتقلوا ثلاثة من الحزب بتهمة انتمائهم لتنظيم “القاعدة” وضبطوا كميات كبيرة من الأسلحة في المقر.
إلى ذلك, شن الحوثيون خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات واسعة في صنعاء ضد قيادات في “الإصلاح”.
وذكر موقع “أخبار الساعة” الالكتروني أن الحوثيين اعتقلوا 47 من قيادات الحزب فيما فر آخرون تحت وقع الاقتحامات والمداهمات.
وأضاف الموقع إن من بين المعتقلين عبدالله جبران الفرزعي ومدير مدارس الزبير بن العوام عبدالكريم حجر الذي يتهمه الحوثيون بمساندة “الدواعش” الذين قاتلوهم في مديرية الرضمة بمحافظة إب, كما تطارد الجماعة الشيخ ناصر البخيتي أحد أقرباء القيادي الحوثي علي البخيتي وهو قيادي إصلاحي في مديرية الحداء بمحافظة ذمار, ويطاردون أيضا أمين منطقة التوحيد في حي نقم بصنعاء على حسن مضمون.
إلى ذلك, كشف مصدر قبلي لـ”السياسة” أن القيادي البارز في “القاعدة” جلال بلعيدي شوهد مع القيادي في التنظيم مأمون حاتم في مدينة السدة بمحافظة إب.
وقال المصدر إن بلعيدي وحاتم فرا الى أحد الجبال المحيطة بعد تهديدات من الحوثيين باقتحام المدينة وملاحقة قيادات وعناصر التنظيم.
على الصعيد ذاته, أكدت مصادر محلية لـ”السياسة” أن مسلحي الحوثي سيطروا على منطقة جبل راس بمحافظة الحديدة غرب اليمن, وقطعوا خطوط الإمداد عن مديريات العدين الثلاث بمحافظة إب التي أعلنها التنظيم قبل أسبوع إمارة إسلامية.
وأشارت إلى أن مسلحي الحوثي أكملوا حشد مسلحيهم لمهاجمة العدين التي تعد أهم معاقل التنظيم في هذه المحافظة للسيطرة عليها.