قال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن عدد السعوديين الذين تأكدت الوزارة من تورطهم في الصراعات الدائرة في سوريا منذ 2011 حتى الآن لم يتجاوز 1500 شخص وقتل منهم الكثير في تلك الصراعات.
يأتي هذا الرقم ليفسر حجم الإجراءات التي اتخذتها المملكة خلال الأشهر الأخيرة لقطع الطريق أمام التحاق الشباب السعودي بالتيارات المتشددة.
وأكد اللواء التركي خلال افتتاح المعرض الدولي السابع عشر للأمن الصناعي أنه منذ صدور قرار مجلس الوزراء في شهر فبراير الماضي بمعاقبة المؤيدين والمنتمين إلى الجماعات المتطرفة والمروجين لأفكارها، “انخفض عدد السعوديين المغرر بهم للذهاب إلى مناطق الصراع إلى نصف الأعداد السابقة، وتزايدت أعداد العائدين من تلك المناطق إلى الضعف خلال فترة الثمانية أشهر منذ صدور القرار”.
وتابع إن “ما تم من جهود لمواجهة الفكر الضال والمتطرف يسير في المسار الصحيح”، مشيرا إلى أن “هدف الوزارة ألا تتطور أعداد المواطنين المتجهين إلى مناطق الصراعات وأن تضع حدا للفكر الضال”.
واتخذت المملكة خلال الأشهر الأخيرة سلسلة من الإجراءات لمواجهة التحاق الشباب السعودي بالمجموعات المتشددة.
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أصدر في الثالث من فبراير الماضي أمرا ملكيا، بمعاقبة كل من يشارك في الأعمال القتالية خارج السعودية، أو ينتمي إلى الجماعات الدينية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا، بعقوبة تتراوح بين ثلاثة أعوام و20 عاما.
وشدد الأمر الملكي على ألا تقل عقوبة السجن عن خمسة أعوام ولا تزيد عن 30 سنة إذا كان مرتكب أي من الأفعال المشار إليها في هذا البند من القوات العسكرية.
وأثار انضمام العديد من الشباب السعوديين إلى هذه التنظيمات، وخاصة من مروا ببرنامج المناصحة مخاوف في السعودية ودعا الجهات النافذة إلى مراجعة شاملة للبرامج ذات التوجه الفكري المناصح لمن ساروا في طريق حركات إرهابية تستظل بظلال الإسلام السياسي.
وتواجه المملكة في سياق خطتها لتجفيف منابع التشدد تحديات داخلية كثيرة بينها تحدي حقل التعليم العام والجامعي، الذي يتستر تحت مظلته الكبيرة عدد من الحركيين الإسلاميين، المنتمين إلى تنظيمات إرهابية، مما يسهل تجنيد عقول الكثيرين والتغرير بهم، يضاف إلى ذلك التحدي الأكبـــر وهو تقليص سيطــرة المتشددين على المنابر الدينية.
وكانت السعودية طرفا رئيسيا في التحالف الدولي لمواجهة داعش في العراق وسوريا، واحتضنت مدينة جدة الاجتماع الذي انطلق منه التحالف.
وسبق أن حث العاهل السعودي العالم على عدم التقاعس في مواجهة الإرهاب، وحذر في كلمة خلال اعتماده عددا من السفراء نهاية أغسطس من أن الإرهابيين إذا أهملوا سيصلون بسرعة إلى أوروبا وأميركا.