أكّد العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين أن الضربات الجويّة التي تشنّها القوات الدولية على تنظيم داعش –على أهميتها- لن تستطيع أن تهزمه، داعيا إلى انتهاج استراتيجية أكثر شمولا، سواء في تقييم مخاطر التنظيم، أو في طرق مواجهته.
وفي حوار شامل مع الإعلامي الأميركي تشارلي روز، تم خلاله التطرق إلى عدد من القضايا المحلّية والتحديات الإقليمية والدولية، اعتبر الملك عبدالله الثاني أن جماعة الإخوان المسلمين اختطفت الربيع العربي الذي بدأه شباب وشابات توّاقون للتغيير، مشيرا إلى أنّ الجماعة في الأردن آثرت البقاء في الشارع رغم دعوات الحوار التي وجّهت إليها.
وعرّج الملك عبدالله الثاني على الدور السلبي لإيران في العراق كلاعب إقليمي يساهم في منع تحقيق الوحدة بين مكوّنات المجتمع العراقي، متوقّعا تواصل الضغوط على الحكومة العراقية كي لا يحصل المكون السني على مطالبه.
وفي الشأن السوري حمّل العاهل الأردني نظام بشار الأسد مسؤولية التمكين للجماعات المتشددة، لافتا إلى أنّ استراتيجية ذلك النظام لم تكن ضرب الجماعات المتطرفة، بل المعتدلة، مما أعطى المجال للمتطرفين أن يكسبوا أرضا وينفّذوا المذابح بحيث تمكّن النظام من كسب الدعاية الإعلامية. وعن تنظيم داعش رأى الملك عبدالله الثاني أنه يشكّل، مع التنظيمات التي على شاكلته تهديدا دوليا، وأنّ الأمر لا يتعلّق بالتهديد الذي نتعرض له اليوم، رغم أن العديد منّا يعتقد أن الأولوية هي للتعامل معه في العراق وسوريا، مؤكدا أنه يتوجب النظر أيضا للوضع في سيناء وليبيا، حيث ينطوي أيضا على تحديات مماثلة، وكذلك الأمر في الصومال ومالي ونيجيريا.
وأعرب عن أمله في أن يتوفر عاجلا لا آجلا منهج استراتيجي شامل للتعامل مع كل هذه التنظيمات، وهي كلها واحدة في الحقيقة، فهي تتشارك في نفس الفكر رغم اختلاف أسمائها.
وبشأن سوريا والعراق اعتبر الملك عبدالله الثاني أن الضربات الجوية مهمة جدا، في محاربة التنظيم، لكنّه استدرك بأنها لن تستطيع وحدها أن تهزم داعش، قائلا إن المسألة المهمة هي الوضع على الأرض، وداعيا إلى الدمج في الحرب على داعش “بين العراق وسوريا بصورة أو بأخرى، فلا يمكن حلّ جزء من المشكلة دون الجزء الآخر، بل يجب دوما التعامل مع المسألتين في آن واحد”.
وبشأن العراق رأى أنّ من الأهمية بمكان دعم الحكومة العراقية ضدّ داعش، وأن دعم الأكراد بالسلاح والعتاد في غاية الأهمية، مضيفا “الأهم من ذلك كلّه التواصل مع العشائر السنّية في غرب العراق، والذين يتعرضون لخطر داهم من داعش، فهناك الكثير من رجال هذه العشائر ممن تم إعدامهم من قبل هذا التنظيم، وعامل الوقت في هذا السياق مهم جدا. والأمر الذي لا نريد أن نراه يحدث إذا ما تأخرنا كثيرا، هو مجازر ترتكب بحق السكان في تلك المناطق، بحيث يشعر الناس هناك ألا ملجأ لهم إلاّ الاستسلام والخضوع لداعش”.
وإجابة عن سؤال يتعلّق بدور الأردن في الحرب على تنظيم داعش ذكّر الملك عبدالله الثاني بأنّ بلاده جزء من التحالف الدولي ضد التنظيم وأنها تشارك في سوريا كعضو في هذا التحالف وتتشاور مع العراقيين بشأن كيفية المساعدة في غرب العراق.
وفي الشأن الليبي حذّر العاهل الأردني من إهمال ليبيا مع أن الوضع فيها مقلق، متسائلا هل يجب وقوع مجازر كبيرة هناك حتى يتنبه المجتمع الدولي؟