يعيش حزب الله اللبناني حالة ارتباك كبيرة في الأسابيع الأخيرة بسبب مخلفات تدخله في سوريا ما اضطره إلى الكشف عن وجود اختراق إسرائيلي نوعي في صفوفه عبر عميل اسمه محمد شوربا.
وقال مقربون من الحزب إن أمينه العام حسن نصرالله هو من أمر بتسريب خبر الاختراق الإسرائيلي لتبرير فشل الحزب في الانتقام للقيادات العسكرية التي صفّتها إسرائيل، فضلا عن استهداف مواقع الحزب وشحنات أسلحة تأتيه من إيران عبر سوريا.
ولفت هؤلاء إلى أن التسريبات كانت تهدف إلى امتصاص حالة الغضب في صفوف القيادات العسكرية والأمنية للحزب، فضلا عن عائلات القيادات التي استهدفتها إسرائيل بالقصف أو التفجير مثلما حصل مع عماد مغنية في 2008 بدمشق.
وتشير تصريحات المقربين من الحزب إلى أنه يعيش وضعا داخليا صعبا في ظل غموض الأفق بخصوص مشاركته في الحرب إلى جانب نظام الأسد، فليس هناك مؤشرات على أن الحرب قد تتوقف قريبا ومن ثمة فإن الحزب قد يتمسك بالبقاء في سوريا مع ما يتطلبه الأمر من دفع فاتورة باهظة.
ومما زاد الارتباك داخل مفاصل حزب الله هو انخفاض المساعدات الإيرانية له بسبب تراجع أسعار النفط، ما قد يضطره إلى مراجعة موقفه من سوريا واتخاذ قرار بالانسحاب دون تحقيق “النصر” الذي وعد به أمينه العام.
وكانت استقالة غالب أبو زينب، وهو قيادي في الحزب مسؤول عن ملف العلاقات بالمسيحيين، جزءا من هذا الارتباك.
وقد تم تسريب معطيات تفيد بأن استقالة القيادي في الحزب غانم أبو زينب من إدارة ملف المسيحيين، تأتي بعد اكتشاف تورطه في قضايا فساد مالي.
وقد نفى أبو زينب في وقت سابق خروجه النهائي من الحزب، معتبرا أن استقالته من الملف المسيحي مرتبطة بدوافع شخصية.
ويقول مراقبون إن الحزب يسعى حاليا إلى الظهور بمظهر القادر على التعاطي مع الآخرين متخليا عن خطابه التخويني لكل من لا يقبل سياساته، وأنه يحاول التخلص من حالة الارتباك عبر الانفتاح على القوى اللبنانية المعتدلة.
فقد بدأ حوارا مع تيار المستقبل، كما أرسل وفدا لمقابلة الرئيس السابق ميشال سليمان الذي كان يتعرّض لحملات قوية من الحزب منذ مدة ليست بالبعيدة.