تنهمك إسرائيل منذ قيام احدى طائراتها المروحية باغتيال قائد عسكري في فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري كان صحبة عناصر من حزب الله الشيعي اللبناني بالقرب من هضبة الجولان السورية المحتلة، في تعزيز إمكانياتها الدفاعية على الحدود مع سوريا ولبنان.
وعلى الرغم من ذلك تسيطر على الطرفين رغبة محدودة في التصعيد الى مرحلة الدخول في اشتباك مباشر مع الاخر.
ولا تعكس القصة التي رواها مصدر اسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة “ستراتفور” للخدمات الاستخباراتية حول الهجوم أي رغبة اسرائيلية في تنفيذ عملية اغتيال على هذا المستوى. ويقول المصدر ان رادارات الجيش الاسرائيلي قامت برصد مركبة معادية تتحرك بنشاط بالقرب من مرتفعات الجولان، ومن ثم قامت طائرة مروحية اسرائيلية بتعقبها واستهدافها.
وعلى قدر عدم الرغبة في دخول بمواجهة مباشرة مع اسرائيل داخل صفوف حزب الله الان، لا ترغب اسرائيل بدورها في فتح جبهة جديدة قد تجبرها على إعادة توفيق مواردها في الوقت الذي تعد فيه تجهيزات واسعة لمواجهة التصعيد الفلسطيني الداخلي مع اقتراب الانتخابات العامة.
واستغرقت القوات الاسرائيلية الـ24 ساعة التي اعقبت الهجوم في التحضير لأي رد فعل محتمل، وقامت بنقل بطاريات صواريخ القبة الحديدية إلى الحدود الشمالية لاسرائيل.
وبالتزامن مع هذه الاجراءات، قالت تقارير ان نشاطا ملحوظا لسلاح الجو الاسرائيلي بدأ يظهر فوق الأجواء اللبنانية، خاصة في منطقة الجنوب، وان شاحنات تحمل دبابات ومعدات عسكرية ثقيلة مازالت تتحرك داخل اسرائيل شمالا لكي تتمركز في مناطق يتوقع قادة الجيش الاسرائيلي ان أي رد لحزب الله من الممكن ان يأتي من خلالها.
ويؤكد محللون ان المناورة والتأخر في تنفيذ هجمات انتقامية من قبل الحزب اللبناني باتا سمة مميزة في تعاطيه مع اسرائيل على مدار العقدين الماضيين، وهو ما يرجح أيضا فرضية ألا تقتصر أي هجمات للحزب على الاراضي الاسرائيلية فقط، وإنما قد تمتد إلى المصالح الاسرائيلية في الخارج على غرار تفجير السفارة الاسرائيلية في بيونس ايريس انتقاما لمقتل الموسوي.
ولعل الموقف الحالي شبيه الى حد كبير بالأجواء التي اعقبت اغتيال موسوي، حيث لم يكن الحزب حينها يتمتع بنفس الامكانيات العسكرية التي يدعي أنه يمتلكها الان.
لكن حتى اثناء تخطيطه للعملية سيفكر العسكريون في الحزب كثيرا قبل توسيع نطاقها خشية التورط في درجة من التصعيد لا يتحملها الحزب في الوقت الحالي.