شدّ تعيين الأمير محمد بن نايف في منصب ولي لولي العهد نظر المراقبين من بين التغييرات التي حدثت على رأس السلطة في المملكة العربية السعودية، ليس فقط لأهمية المنصب الذي يضع صاحبه على طريق تولي عرش المملكة، ولكن أيضا لأنّ الرجل الذي اقترن اسمه بوزراة الداخلية ليس من أنباء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، بل من أحفاده ما يعني أن جيلا جديدا في المملكة بدأ يأخذ مكانه في مواقع السلطة الأكثر أهمية، ما يجعل الأمير محمد بن نايف أول نقطة عبور السلطة إلى الجيل الجديد.
وأصدر الملك السعودي الجديد سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بتعيين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف (56 عاما) وليا لولي العهد بالمملكة مع احتفاظه بمنصبه على رأس الداخلية، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب، من أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة.
وتعد سرعة تعيين ولي ولي العهد، وهو المنصب الذي يتطلب موافقة هيئة البيعة عليه، واختيار الأمير محمد بن نايف لهذا المنصب، الذي كان يطمح إليه أيضا الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ونجل العاهل السعودي الراحل، من أبرز المفاجآت التي رافقت رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلاّ أن مراقبين أكّدوا أنها ما كانت لتتم دون وجود قدر كبير من الوفاق داخل الأسرة الحاكمة، غير مستبعدين أن أصحاب الطموح للمنصب تنازلوا ليسهلوا طريق الأمير محمد بن نايف نحو ولاية ولاية العهد.
وجاء في الأمر الملكي الذي تم بموجبه تعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد: «قد اخترنا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليا لولي العهد وأمرنا بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية.
استحداث منصب ولي ولي العهد «ابتكار» ينطوي على قدر كبير مـن عوامـل اجتناب الصراعات على السلطة
وبتولي الأمير محمد بن نايف ولايـة ولاية العهد يصبح ثاني شخصية تتولى هذا المنصب الذي استحدثـه العاهـل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبـدالعزيز في 27 مارس الماضي، وعـين أخـاه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمنصب، ويصبح أول حفيد مـن أبنـاء الملـك عبـدالعـزيز مرشحا لتولي أعلى منصبين في قمـة هــرم السلطــة في السعوديـة، ولي العهــد ثـم الملـك مستقبـلا.
وينظـر مراقبــون بإعجــاب لاستحداث منصب ولي ولي العهد في السعودية معتبــرين أنّــه «ابتكار» ينطوي على قدر كبير مـن عوامـل تحصين الاستمرارية السياسية، واجتناب حدوث الصراعات على السلطة.
ومن جهة ثانية يقولون إن ما يميز شخصية محمد بن نايف من قوّة ومن هدوء فضلا عن إمساكه للملف الأمني بالغ الأهمية يجعل منه «مشروع ملك» ناجح مستقبلا، ويعطي الثقة في قدرة الجيل الجديد على تولي أكبر المسؤوليات في المملكة.