أعلن التلفزيون السوري عن قائد ميداني أن “العملية العسكرية التي بدأ فيها الجيش السوري مستمرة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع محور المقاومة كحزب الله وإيران”.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها دمشق عن خوض قواتها معارك إلى جانب عناصر من حزب الله وقوات أخرى إيرانية.
وجاءت السيطرة على البلدة في ريف درعا والقنيطرة في إطار هجوم بدأه الأحد الجيش السوري والمجموعات المسلحة الإيرانية وعناصر حزب الله له بهدف “إبعاد خطر المسلحين عن دمشق بعد أن سيطروا على عدة مناطق تخولهم أن يكونوا قريبين” منها.
وقالت مصادر مطلعة إن الجيش الإيراني تولى إدارة المعارك ضد المعارضة والجماعات المتشددة، رغم إصرار قادة إيرانيين على اقتصار مهامهم على تدريب الجيش السوري.
وأضافت أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قد وصل إلى سوريا ويتولى بدعم من قيادات في حزب الله اللبناني المعارك الدائرة في جنوبي البلاد والتي تشمل محافظتي درعا والقنيطرة.
وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للجنرال الإيراني مع عناصر مسلحة، قيل إنها التقطت له، الثلاثاء الماضي في منطقة ريف درعا الغربي.
وقال العميد حسين ولي وند رئيس كلية القيادة والأركان التابعة للجيش الإيراني، أن بلاده تقوم بتدريب ضباط في جيش نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشار ولي وند إلى أن “ضباطا إيرانيين كانوا في سوريا لتبادل الخبرات العسكرية وأنه تم وقف إيفادهم منذ اندلاع الأزمة”.
وعلى عكس مزاعم ولي وند، فإن عشرات العناصر والضباط يديرون معارك الأسد في سوريا، بعد فشل جيشه في تحقيق انتصار حاسم على المعارضة والجهاديين.
وفي الوقت نفسه كشفت مصادر أن العراق وإيران وقعتا اتفاقا أمنيا في شهر ديسمبر الماضي يقضي بتعزيز التعاون العسكري.
لكن مراقبين يرون أن القوات الإيرانية تعمل منذ وقت طويل على الأراضي العراقية والسورية.
ومن بين هؤلاء المراقبين فيليب سميث الباحث في شؤون التشدد الشيعي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. وقال سميث “الإيرانيون يشاركون في تدريب الجيشين العراقي والسوري منذ شهور طويلة”.
وأضاف “أن ما يفعله الإيرانيون الآن هو حملة إعلامية يريدون من خلالها إظهار دعمهم للقوات الحكومية العراقية في نفس الوقت الذي يعملون فيه بكل جد على تحويل العراق إلى بلد يعج بالميليشيات”.
وقال المراقبون إن الإيرانيين لم يعودوا يقيمون وزنا لاكتشاف تدخلهم في الملف السوري خاصة في ظل سياسة إغماض الأعين التي يعتمدها الأميركيون، وفي ظل حديث بشار الأسد عن تنسيق أميركي مع نظامه عن طريق طرف ثالث.
وقال الأسد لبي بي سي إن أطرافا ثالثة تنقل معلومات لدمشق بشأن حملة الغارات الجوية الأميركية على تنظيم داعش.