أنهت مصر وفرنسا تفاصيل الاتفاق الخاص بحصول القاهرة على صفقة مقاتلات الرافال التي تشتمل على 24 طائرة رافال وفرقاطة فريم وصواريخ جو-جو.
ومن المنتظر أن يوقع على الصفقة الاثنين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، أو وزير الدفاع جان ايف لو دريان.
وسيجعل هذا الاتفاق مصر التي تتطلع إلى تحديث معداتها العسكرية بسبب مخاوف من أن تمتد إليها الأزمة في جارتها ليبيا أول مستورد للطائرة الحربية الفرنسية.
وذكرت صحيفة لوموند أن فرنسا ومصر ستوقعان صفقة تشمل 24 مقاتلة رافال من إنتاج شركة داسو وفرقاطة وصواريخ بقيمة تزيد عن خمسة مليار يورو (5.7 مليار دولار).
وقالت مصادر فرنسية إن مصر لن تدفع ثمن الصفقة مباشرة، لكنها قدمت طلبا لاقتراض الثمن بدلا من تسديده.
وكشفت المصادر أن وزير الاقتصاد الفرنسي اعترض على إقراض مصر من أجل توقيع صفقة الطائرات، وهو ما أدى إلى تدخل الرئيس هولاند لإتمامها.
وقال ساش توسا، الباحث في مركز إديسون للاستثمار، “الموافقة الفرنسية على قرض لمصر من أجل صفقة الأسلحة هي قضية (انفق لكي توفر)”، وأن “باريس تسعى إلى توفير فرص عمل في مجال الصناعات الدفاعية من وراء مثل هذه الصفقات”.
وكان آخر عقد تم توقيعه لشراء طائرات مقاتلة لمصر في أبريل الماضي، وشمل 24 طائرة “ميغ 29 أم 2” الروسية.
ومن المنتظر أن تحل طائرات “ميغ 29 أم 2” محل طائرات “ميغ 21”، وأن تستبدل طائرات “ميراج 5” الفرنسية، التي تمتلك مصر منها 80 طائرة، بطائرات رافال الجديدة.
وقالت مصادر مطلعة إن السيسي اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته للقاهرة هذا الأسبوع، على تزويد مصر بـ24 طائرة “ميغ 35” وطائرات “مي 35 المروحية، وهو اتفاق يأتي بعد تسلم مصر منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 300”.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن لجوء مصر إلى توقيع صفقات لاستيراد الأسلحة من روسيا ثم فرنسا يؤشر على تراجع العلاقات المصرية مع واشنطن، المورد الرئيسي لأسلحة الجيش المصري، بشكل غير مسبوق.
وأضافوا أن “تحركات السيسي لشراء الأسلحة تحمل بين طياتها رسالة إلى واشنطن، إثر الموقف الأميركي المتردد تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو.
وتضم القوات الجوية المصرية خليطا من الطائرات تشمل “إف 16” الأميركية و”ميراج 2000 وميراج 5” الفرنسية، و”ميغ 21 و29” الروسية إلى جانب “جيه 7” الصينية.
ورغم التقارب الذي تشهده العلاقات مع موسكو، استبعد مراقبون أن تتخلى القاهرة عن الأسلحة الأميركية، خاصة صفقات استيراد طائرات “إف 16” التي تعد مصر رابع قوة في امتلاك هذا الطراز من الطائرات المقاتلة في العالم.
وبعد إسقاط الرئيس السابق مرسي إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، علقت الولايات المتحدة جزءا من مساعداتها العسكرية لمصر، كان من بينها طائرات “إف 16”.
والإسراع في توقيع اتفاق صفقة رافال يعود، وفقا لمصادر عسكرية، إلى رغبة المصريين في استخدام الطائرات الفرنسية في عرض عسكري أثناء افتتاح مشروع فرع قناة السويس الجديد في شهر أغسطس المقبل.
وقال خبراء عسكريون إن مصر تواجه وضعا أمنيا صعبا يستدعي امتلاكها لطائرات مقاتلة متطورة من شأنها أن تسمح بالتدخل في سيناء بأكثر فاعلية في مواجهة تكتيكات المجموعات المتشددة، فضلا عن مجابهة الأوضاع الأمنية على حدودها مع ليبيا حيث تتمركز مجموعات متشددة بينها أنصار الشريعة الذي أعلن مبايعته لخلافة تنظيم داعش في سوريا والعراق.