سيطر مسلحو “اللجان الشعبية” المقربة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على محافظتي عدن وأبين بشكل مفاجئ وفق ما أكدته مصادر لـ”العرب”.
ووضعت اللجان الشعبية أياديها على معظم المقرات الحكومية في محافظة عدن جنوب اليمن من بينها مبنى التلفزيون والإذاعة وجهاز الأمن السياسي “المخابرات” الذي يرأسه شقيق الرئيس هادي، إضافة إلى سيطرة المسلحين الجنوبيين على معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة أبين المجاورة.
وتشير الأنباء إلى تحركات قبلية في جنوب اليمن خلال الساعات القادمة تستهدف إسقاط المقرات الأمنية والمعسكرات التابعة للجيش في كل من شبوة وحضرموت ولحج.
وتتبع اللجان الشعبية التي شكلها الرئيس هادي في عام 2012 بهدف محاربة القاعدة في المحافظات الجنوبية ذات الطريقة التي دأبت عليها “اللجان الشعبية” الحوثية في محاصرة وإسقاط المؤسسات الحكومية.
وتأتي التحركات التي يقوم بها الحراك الجنوبي واللجان الشعبية عقب تصريحات أدلى بها ناشطون حوثيون تحمل تهديدا باجتياح ميليشيات الحوثي للمحافظات الجنوبية تحت لافتة محاربة تنظيم القاعدة.
وقال متابعون إن أنصار هادي يريدون بسيطرتهم على مواقع مهمة في الجنوب أن يفاوضوا من موقع قوة كما يفعل الحوثيون.
وفي تصريح خاص للعرب اللندنية”حول تطورات الأوضاع السياسية والميدانية في جنوب اليمن، استبعد المحلل السياسي والناشط الجنوبي منصور صالح إقدام الحوثيين على التوجه إلى الجنوب في الوقت الحالي، معتبرا أن كل التهديدات في هذا الشأن لم تصدر مباشرة من قيادات تملك القرار في جماعة الحوثي وأنها في معظمها إشارات يتم تسريبها عبر ناشطين أو إعلاميين يتبعون الحركة للتهديد فقط.
وفسر صالح التردد الحوثي حتى الآن في ما يتعلق باقتحام محافظات جنوبية بالقول إن “الجماعة لم تحسم معاركها في الشمال بعد ومازالت تواجه انكسارات ومعارك شرسة خاصة في البيضاء ثم إنها لم تصل بعد إلى تعز″، لافتا إلى أنها “تدرك أنها سترتكب خطأ سياسيا وعسكريا فادحا إن هي حاولت تشتيت جهودها نحو الجنوب في مساحات شاسعة يمكن خلالها لأي مقاومة أن تبرز في مناطق الوسط تعز واب والبيضاء وكذا مأرب، وأن تعمد إلى تقطيع أوصال مقاتليها وقطع الإمدادات عنهم”.
لكن صالح استدرك قائلا إنه “ليس من الصواب إغفال حقيقة إصرار جماعة الحوثي على الوصول إلى الجنوب وعدن تحديدا باعتبار ذلك هدفا استراتيجيا لها للسيطرة على مضيق باب المندب وميناء عدن المتحكم في طريق الملاحة الدولية وعبره يمر نحو ثلثي نفط العالم كجزء من وسائل المعركة التي ستستخدمها الجماعة ومن خلفها إيران ضد الدول الكبرى وضد دول المحيط الإقليمي”.
المصالحة الخليجية وتداعيات الوضع في اليمن محور لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز بالشيخ محمد بن زايد
بلغت المشاورات الخليجية في تنسيق المواقف والتذكير بالالتزامات ذروتها أمس خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إلى الرياض واستقباله من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقد جاءت الزيارة بعد يوم واحد من زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى العاصمة السعودية التي أصبحت هذه الأيام قبلة قادة خليجيين.
وكشف مصدر سعودي مطلع عن قيام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة مرتقبة إلى الرياض خلال الأيام القريبة المقبلة لحل الإشكالات المتعلقة.
وقالت مصادر مطّلعة إن لقاء الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد ناقش ملفات عدة بينها ملف المصالحة الخليجية وفق ما نص عليه اتفاق الرياض التكميلي، وذلك إثر التصعيد الإعلامي الذي بدأته قنوات قطرية في الفترة الأخيرة واعتبر خرقا لتلك المصالحة، ومحاولة للتنصل من الالتزام بها بعد رحيل عبدالله بن عبدالعزيز.
وكان الوضع في اليمن محورا رئيسيا في لقاء الملك سلمان بالشيخ محمد بن زايد، بعد التطورات الحاصلة في الجار الجنوبي خاصة دعوة وزراء دول مجلس التعاون إلى وضع اليمن تحت البند السابع للأمم المتحدة بما يسمح باستعمال القوة لمنع الانقلاب الحوثي من فرض سيطرته على البلاد.
ووصل الشيخ محمد بن زايد يرافقه وفد رفيع إلى الرياض يضم ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم في أول زيارة له بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، والذي كان في مقدمة مستقبلي ضيفه الإماراتي بمطار الملك خالد الدولي.
وأشار متابعون للشأن الخليجي إلى أن العاهل السعودي الجديد جعل أول اهتماماته الخارجية إعادة قطار المصالحة الخليجية إلى سكته الصحيحة، بعد التراجع الأخير الذي بدا أن الدوحة أقدمت عليه من خلال استهداف قنوات قطرية لمصر ولقياداتها السياسية، مع أن مصر كانت أحد العناصر الأساسية في بنود المصالحة الخليجية مع قطر.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجيّ أعلنت في ختام الاجتماع الاستثنائيّ الذي عقد في المملكة العربيّة السعوديّة في 16 نوفمبر 2014، انتهاء الخلاف الخليجي مع قطر وعودة السفراء إلى الدوحة، وفقا لشروط بينها دعم مصر ووقف الحملات عليها.
وتعمل القيادة الجديدة في المملكة على استضافة المسؤولين في الدول الخليجية للتشاور والتنسيق وتأكيد دعم الملك سلمان للتمشي المشترك الذي تبنته سابقا دول مجلس التعاون الست تجاه مختلف القضايا، وخاصة تجاه مصر، قاطعا بذلك الطريق على الإشاعات التي سربها تنظيم الإخوان المسلمين عن وجود توجه سعودي لمراجعة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
وكان الملك سلمان استقبل الأحد في الرياض الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وكان ملف المصالحة الخليجية أهم الملفات في اللقاء وفق ما كشفت عن ذلك مصادر سعودية لصحيفة “العرب” في عددها الصادر أمس.
وتأتي زيارة ولي عهد أبوظبي، وأمير الكويت إلى الرياض بعد أيام من زيارة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي إلى الدوحة التي تركزت حول ما تبدى للقيادة السعودية من تراجع قطري في الالتزام ببنود المصالحة الخليجية.