زادت مخاوف العراقيين من أن تنتهي معركة تكريت إلى حرب تطهير طائفي تقوم بها ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران، وذلك عقب رواج صور وأشرطة فيديو لعمليات قتل وحرق منازل ومساجد وأراض تقف وراءها القوات الحكومية والحشد الشعبي. وأظهر مقطع فيديو، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام قوات الأمن العراقية وعناصر من الحشد الشعبي بحرق منازل ومساجد وبساتين ومحال تجارية وسيارات في منطقة البوعجيل قرب مدينة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين.
وأثارت هذه الصور شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي اتهم في بيان له الحشد الشعبي بـ”عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر في حق المدنيين السنة، وحرق مساجدهم، وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم داعش”.
وظلت مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي محل ريبة من سياسيين عراقيين، وامتدت الشكوك إلى الإدارة الأميركية التي تفاجأت بقدرة هذه الميليشيا المدعومة إيرانيا على التحرك في الحرب، وعبّرت علانية عن تخوفها من نتائج سيطرة الميليشيات على تكريت.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي وهو يتحدث عن دور الحشد الشعبي “المسألة هي ما الذي سيحدث بعد ذلك من حيث استعدادهم للسماح للعائلات السنية بالعودة إلى أماكنها (...) أم أن ذلك سيؤدي إلى وقوع فظائع وعقاب”.
وكانت قناة “ام بي سي” الأميركية بادرت بالكشف عن جرائم القوات العراقية حينما تتبع مراسل يعمل لديها الحسابات الشخصية لعناصر من وحدات مكافحة الإرهاب العراقية على موقع “إنستغرام”.
واكتشف المراسل آنذاك شريطا مصورا يظهر سجينا مقيد اليدين بينما يطلق شخص آخر يرتدي زي الجيش العراقي النار على رأسه.
وأظهرت صورة أخرى لرأس شخص بشعر ولحية طويلين مقطوعة وتم وضعها على مقدمة سيارة “هامفي” أميركية تحمل لوحة أرقام تابعة للجيش العراقي.
وبدا جندي في الجيش العراقي سعيدا وهو يحمل نفس الرأس في صورة منفصلة بجوار مدفع مثبت أعلى السيارة.
وعلق الجنرال المتقاعد في القوات الخاصة الأميركية جيمس غافريلز على تلك المشاهد المفجعة قائلا “لا يمكنك أن تقطع رأس أحدهم وتضعها على مقدمة سيارتك لأن ذلك غير مقبول ويعد جريمة حرب”.
وأضاف غافريلز، الذي شارك في قيادة الفرقة الخامسة في القوات الخاصة الأميركية في العراق قبل عشر سنوات وواجه تنظيمات سنية متشددة، “أعتقد أن ما يحدث هناك مقزز. أعتقد أننا فشلنا في العراق”.
وأظهرت صور أخرى شخصا يرتدي زيا عسكريا وتظهر على إحدى ذراعيه شارة وحدات التدخل السريع العراقية وهو يقف مبتسما على رأسين مقطوعتين.
والشهر الماضي عرض شريط مصور لمشتبهين مدنيين تحت الاستجواب وهم ينكرون انتماءهم لداعش، ورغم ذلك قام أحدهم بإطلاق النار على الأشخاص الذين كانوا مستلقين على الأرض.
ولم تتوقف المذابح عند الرجال أو الشباب بل طالت جرائم وميليشيات الحشد الشعبي الطائفية الأطفال أيضا.
وفي مقطع آخر يحيط مجموعة من الجنود بطفل وهم يعبثون ببنادقهم وتتعالى الصيحات حول قتله، بينما يسيطر الرعب على الطفل الملقى على الأرض وهو يستغيث.
وينتهي الشريط بقتل الطفل بعد اتهامه بالانتماء إلى داعش، رغم أنه يبدو أقل من سن الثانية عشرة.