اسفرت الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف واستهدفت مساجد في اليمن عن 142 قتيلا على الاقل و351 جريحا، وفق ما افاد مسؤول في وزارة الصحة اليمنية.
واستهدفت هذه الهجمات مسجدين في صنعاء كان يصلي فيهما خصوصا عناصر في ميليشيا الحوثيين التي تسيطر على العاصمة، ومسجدا في صعدة بشمال البلاد والتي تشكل معقلا للحوثيين.
ووقعت الهجمات التي فجر خلالها أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم مستهدفين المصلين داخل المسجدين المكتظين وخارجهما بعد يوم من هجوم طائرة حربية مجهولة على القصر الرئاسي في مدينة عدن بجنوب البلاد.
وقالت مصادر حكومية وشهود إن مدافع مضادة للطائرات فتحت النار على طائرات حلقت على ارتفاع عال فوق المجمع الرئاسي في عدن الجمعة.
ويشهد اليمن صراعا على السلطة بين المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران في الشمال وبين الرئيس المعترف به من الأمم المتحدة عبد ربه منصور هادي الذي أسس مركزا منافسا للحكم في الجنوب بدعم دول الخليج العربية السنية.
والمسجان يستخدمهما في الأساس مؤيدون لجماعة الحوثي الشيعية التي سيطرت على معظم شمال اليمن بما في ذلك صنعاء.
ويصلي الحوثيون في الجامعين. وبين القتلى امام جامع المرجع الزيدي الشيعي بدر المرتضى بن زيد المحطوري بحسب ما ذكر مصدر طبي.
وامام المسجدين انتشرت الجثث في بحيرات من الدماء بينما كان المصلون يقومون بنقل الجرحى بسيارات بيك آب الى المستشفيات.
ويرى مراقبون أن هجمات الدولة الإسلامية تدخل في سياق تأجيج الحرب الطائفية في البلاد، وتوسيع الانقسامات وتغذية الدماء المراقة.
وأكد هؤلاء أن هذه الهجمات التي استهدفت الحوثيين هي من ارتدادات انقلاب جماعة انصار الله على الشرعية حيث خيروا إشهار سلاح المواجهة في وجه جميع اليمنيين الذين انفضوا من حولهم لاحقا وتركوهم لمصير غامض مع الارهابيين.
وأدى صعود الحوثيين المدعومين من إيران للسلطة في اليمن منذ سبتمبر/أيلول الماضي إلى تعميق الانقسامات داخل شبكة التحالفات السياسية والدينية المعقدة باليمن وزادت من عزلة البلاد عن العالم الخارجي.
وقال البيت الأبيض ا الجمعة إن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد أن منفذي هجمات اليمن ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه لا توجد علاقة واضحة بين الأشخاص الذين نفذوا الهجمات التي اسفرت عن مقتل 126 شخصا في اليمن ومتشددي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وتوحدت قبائل الجنوب اليمني لمؤازرة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والوقوف بقوة في وجه الانقلاب الحوثي.
ووضع الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء هادي قيد الاقامة الجبرية في منزله إلا أنه تمكن من الفرار إلى عدن في جنوب اليمن التي اعلنها فيما بعد "عاصمة مؤقتة" اليمن.
وقال أحد السكان إنه سمع دوي انفجارين متعاقبين في أحد المسجدين وهو مسجد بدر الذي يقع في حي مزدحم بوسط صنعاء.
وأضاف قائلا "كنت ذاهبا لأصلي في المسجد ثم سمعت دوي الانفجار الأول وبعد ثانية واحدة سمعت دوي انفجار آخر".
وتناشد المستشفيات في صنعاء المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ العدد الكبير من المصابين.
وعرضت قناة المسيرة التلفزيونية المرتبطة بالحوثيين لقطات لشبان يرتدون الزي اليمني التقليدي وهم يحملون جثثا تقطر منها الدماء خارج المسجد.
وقال مصدر أمني إن انتحاريا ثالثا حاول أن يفجر نفسه في أحد المساجد الرئيسية في محافظة صعدة وهي معقل للحوثيين لكن القنبلة انفجرت قبل آوانها مما أدى إلى مقتل الانتحاري نفسه.
وتفاقم التوتر منذ هرب هادي إلى عدن في فبراير شباط بعد فراره من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون لمدة شهر.
ويحاول هادي تعزيز قبضته على السلطة في تحد لطموحات الحوثيين السيطرة على البلاد بأكملها.