تأخذ وتيرة عمليات الرد التي ينفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية داخل الاراضي السعودية منحى تصاعديا وذلك بعد تهديد قيادة الجيش بتصعيد عملياتها في حال عدم توقف العدوان. مراقبون أكدوا أن من شأن هذه العمليات، في حال استمرارها بهذه الوتيرة، أن تحدث ارباكا في السياسات السعودية وتغييرا في المعادلة الاستراتيجية للحرب.

فقد شهدت الايام الاخيرة تغيرا في معادلة الحرب على جبهة الحدود في مناطق جيزان ونجران وعسير من خلال العمليات العسكرية للقوات اليمنية المشتركة والتي باتت تصيب اهدافها بدقة عالية، اذ يلقى عشرات الجنود السعوديين يوميا مصارعهم على ايدي الجيش واللجان الشعبية، فضلا عن سيطرة الجيش على مواقع عسكرية هامة، كموقع "قوى" العسكري في جيزان الذي فشل الجيش السعودي في استعادته، ومنطقة الخوبة الذي سيطر عليها الجيش اليمني ودمر عددا من الآلات العسكرية فيها.

محللون ارجعوا ذلك التقدم بسبب تخبط العدوان السعودي مع ادواته وحلفائه، مشيرين الى أن السعودية تنزعج مما يحققه الجيش دون ان تظهر ذلك الانزعاج.

وقال القيادي في حركة انصار الله ابراهيم العبيدي لقناة العالم الإخبارية: "هناك ضربات قوية جدا ومؤلمة وآخرها الصاروخ الذي استهدف محطة الطاقة في نجران، الدخول الكبير الى منطقة الخوبة وتدمير عدد كبير من المدرعات جعل السعودية الآن تختلف مع حلفائها في جبهات عدن والعند، وهي تتخبط وتريد أن تتخذ قرارا عسكريا كبيرا جدا في هذه الجبهات، ولم تستطع حتى هذه اللحظة ان تتخذه".

وفي الوقت الذي يمضي اليمنيون لردع العدوان داخل اراضيه، فإن الجيش السعودي مقابل ذلك يتكبد خسائر كبيرة في الارواح والعتاد اثناء محاولاته الفاشلة الزحف مدعوما بعشرات الاليات العسكرية وغطاء الطيران الحربي على المواقع التي سيطر عليها الجيش اليمني واللجان الشعبية.

وقال المحلل السياسي عبد القادر السلام لقناة العالم الإخبارية: "تقدم الجيش واللجان الشعبية في الأراضي اليمنية التي احتلها بني سعود في عام 1934 هو نتاج طبيعي لهذا العدوان الذي قادته السعودية على اليمن بإعتبارها كانت تريد أن تقتطع المزيد من الاراضي اليمنية، وليس كما تدعيه انها تريد اعادة الشرعية".

التقدم الذي يحرزه الجيش اليمني يأتي بعد حديث الناطق الرسمي للجيش اليمني ان صمت المجتمع الدولي اجبرهم على الاتجاه الى الخيارات الاستراتيجية والتي يرى البعض ان هذه الخطوات جزءا منها.

"قناة العالم"