أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزيري دفاع الولايات المتحدة وروسيا جددا الاتصالات العالية المستوى بينهما لبحث النزاع في سوريا. وصرح المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك بأن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ونظيره الروسي سيرغي شويغو أجريا مكالمة هاتفية لبحث هذه المسألة، وأضاف المتحدث أن الوزيرين «بحثا المجالات التي تتقاطع فيها الرؤيتان الأمريكية والروسية ونقاط الخلاف بين البلدين». وقال إن الوزيرين «اتفقا على إجراء مزيد من المناقشات حول آليات الحوار بين الجيشين لتجنب حدوث أي مواجهات عرضية بينهما في سوريا، في ضوء الحملة ضد تنظيم «داعش»».
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال، أمس، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتقد أن إجراء محادثات عسكرية مع روسيا بشأن سوريا يمثل خطوة تالية مهمة ويأمل أن تجري في أقرب وقت، وسارعت روسيا التي تعزز وجودها العسكري في سوريا بالقول إن موسكو مستعدة بدورها لمحادثات مع الولايات المتحدة، في حين أكد الناطق باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف أن روسيا مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا إذا طلب الرئيس بشار الأسد ذلك، وقال «إذا كان هناك طلب من دمشق فسيناقش بطبيعة الحال وسيتم تقييمه في إطار اتصالاتنا الثنائية»، وأضاف «لكن من الصعب الحديث عن ذلك لأنه ما زال افتراضياً».
وخلال اجتماع في لندن مع وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، قال كيري إن الرئيس الأمريكي يأمل في أن «تساعد المحادثات على تحديد بعض من الخيارات المختلفة المتاحة لنا بينما ندرس الخطوات التالية في سوريا».
وأضاف كيري للصحفيين «تركيزنا لا يزال منصباً على تدمير «داعش» وكذلك على التوصل لتسوية سياسية بخصوص سوريا وهي تسوية نعتقد أنها لا يمكن تحقيقها في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد لفترة طويلة»، «نتطلع إلى سبل يمكن من خلالها تحقيق التقاء في وجهات النظر».
وقال كيري إن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى «خطة دبلوماسية مستقبلية».
وأكد أن «الكل يعمل تحت ضغط الوضع الملح. نعمل منذ فترة طويلة لكن مستويات الهجرة والدمار المستمر وخطر التصعيد المحتمل بسبب أي خطوات أحادية الجانب تعطي للدبلوماسية في هذه اللحظة أولوية كبيرة»، وشدد على أنه من المهم التوصل لاتفاق سياسي في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري، مضيفاً أن استمرار الوضع الحالي سيكون أمراً بالغ الصعوبة.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنها مستعدة لإجراء محادثات مع أمريكا بشأن سوريا بعدما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن البيت الأبيض يأمل في إجراء محادثات عسكرية بين البلدين في أقرب وقت.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا «لم نرفض الحوار مع الولايات المتحدة مطلقاً، نحن منفتحون على الحوار الآن بشأن كل المسائل محل الاهتمام المشترك بما في ذلك سوريا».
وفتحت الولايات المتحدة الباب أمام احتمال إجراء مناقشات «تكتيكية» مع روسيا بشأن الحرب في سوريا بينما يثير وجود عسكري متزايد لموسكو احتمالات لتنسيق محدود بين خصمي الحرب الباردة السابقين. وقال البيت الأبيض إنه «لا يزال مستعداً لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية» مع موسكو. واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» بأن مثل هذه المحادثات ربما تكون ضرورية لتجنب «حسابات خاطئة» رغم أنه من غير الواضح متى أو وفق أي شروط قد تجري هذه المحادثات.