لم يكن غريبًا على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن يهدد علانية الولايات المتحدة الأمريكية ويحط من قدرها، خلال العرض العسكري الكبير الذي أُقيم أمس السبت بساحة كيم ايل سونغ، والذي أعتبر أكبر عروض القوة في تاريخ البلاد، احتفالًا بالذكرى السبعين لتأسيس حزب العمال الحاكم في بيونغ يانغ، وذلك بعد استخدام "العلم الأمريكي" كممشاه تحت أقدام الجنود وتقطيعه.
وعلى مدار نصف ساعة، تحدث فيها الزعيم الكوري عن استعداد بلاده لأي تهديد عسكري من قِبل الولايات المتحدة، واستعداد قواته المسلحة لشن حرب ضدها إذا ما شعرت بأي تهديد لأرضها وسماءها وشعبها.
وكانت كوريا الشمالية أجرت ثلاث تجارب نووية وهددت بإجراء التجربة الرابعة في إطار برنامج تسلحها النووي والصاروخي، والذي تابعته برغم العقوبات الدولية والذي انسحبت منها بيونغ يانغ قبل سنوات، وذلك في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي.
تابع المراقبون بدقة أي تجهيزات جديدة خلال العرض العسكري أمس، التي قد تشكل دليلًا على تقدم كوريا الشمالية في برنامجها العسكري خاصة بعدما شاركت في العرض العسكري دبابات وآليات مصفحة وصواريخ بعيدة المدى، والذي تريد كوريا من خلاله إبراز قوتها للخارج وعدم اهتمامها بمواقف العالم حيال برنامجها النووي.
ولطالما تباهت كوريا الشمالية بقوة الردع النووي لديها واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي دائما لشن حرب عدوانية عليها.
بداية الأزمة
بدأت الأزمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، منذ تجربة كوريا الشمالية لأول تجربة نووية لديها في 2013، والتي أُدينت بشدة من المجتمع الدولي، وبعد ثلاثة أيام أعلم النظام الكوري الشمالي الصين بأن تقوم هى الأخري بتجربة أو تجربتين، ووقتها وضعت كوريا الجنوبية – التي تقع تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية – قواتها المسلحة على أهبة الاستعداد، فيما وصف الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" هذه العمليات بـ"الإستفزازية"، وأرسل طائرة مزودة بأجهزة استشعار لتحديد ما إذا كان يتم استخدام اليورانيوم أو البلوتونيوم من قبل كوريا الشمالية أم لا، وردّت كوريا الشمالية على ذلك بتهديد معلن للولايات المتحدة ودعتهم بأنهم "العدو اللدود للشعب الكوري الشمالي."
غرائب الزعيم الكوري الشمالي
وعلى مدار ثلاث سنوات منذ توليه الزعامة خلفًا عن والده، كم جونغ إل، وهو الإبن الأصغر للزعيم الأب، ويبلغ من العمر 31 عامًا، شكّل تهديدًا من نوعٍ آخر للمسئولين داخل بلاده، فسجلت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية في مايو الماضي إعدام "كيم يونغ" لـ70 من مسئوليه في كوريا الشمالية.
وأغرب ما قيل عن إعدام الزعيم الكوري للمسئولين إعدامه لوزير الدفاع "هيون يونج تشول" بإطلاق نيران من مدفع مضاد للطائرات، بسبب غفلته أثناء عرض عسكري حضره الزعيم بنفسه، أعدم "زوج عمته" - رماه عاريًا لكلاب جائعة - والذي كان يشغل منصب نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني، وكان يُنظر إليه باعتباره الشخصية الأكثر نفوذًا في كوريا الشمالية بعد زعيم البلاد وقتله شاب بالآر بي جي لأنه لم يظهر الحزن الكافي على والده رئيس الدولة السابق.
وبذلك لم يشكل "كيم" تهديدًا على الولايات المتحدة بما خاضته بلاده من تجارب نووية فقط، بل أيضًا بسياسته الغريبة – كما ينظر إليها البعض – يشكل تهديدًا من نوعٍ آخر على مسئولي بلاده.
ما لا تعرفه عن كوريا الشمالية
تعتبر كوريا الشمالية دولة منغلقة على ذاتها، فيبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، ويستخدمون شبكة انترنت خاصة بكوريا الشمالية للحديث بين أفراد بلادها فقط، يُمنع المواطن الكوري الشمالي من التنقل أو العيش في أي مدينة إلا بإذن من الدولة، كما يُمنع من السفر إلى خارج الدولة، ومن مشاهدة أي قنوات أجنبية أو قراءة صحف أجنبية من الخارج.
ويمنع فيها التظاهر منعًا باتًا إلا ضد كوريا الجنوبية، ومن التهم التي قد يُسجن عليها المواطن الكوري الشمالي هي مشاهدة فيلم كوري جنوبي!
قدراتها النووية والكيماوية
قدرات كوريا الشمالية النووية والكيماوية غير معلن عن تفاصيلها، فيما تعتبر قدراتها الصاروخية هي التهديد الأكبر لأي دولة بالعالم، فبالرغم من غياب التفاصيل المعلنة إلا إن كوريا الجنوبية قالت إنها قد رصدت مدى الصاروخ الكوري الشمالي في التجربة الأخيرة ووصل مداه إلى 10 آلاف كيلو متر، وحمولته 600 كيلوغرام تقريبًا.
-