ردت حركة حماس على الهجوم الشديد الذي تعرضت له من قبل مسؤولين سعوديين وإيرانيين، واعتبرت الانتقادات الصادرة من الأمير تركي الفيصل وعن العميد الإيراني في الحرس الثوري خسرو عروج، مخالفة للحقيقة، واعتبرت تصريحات الأمير السعودي بشأن علاقتها مع إيران ضد المقاومة ومجافية للحقيقة، في حين اعتبرت تصريحات العميد الإيراني بشأن سعيها لإقامة مفاوضات عبر تركيا مع إسرائيل “افتراءات باطلة”.
وفي بيانات مختلقة صدرت عن حركة حماس للرد على الهجمات التي تعرضت لها من جهة السعودية وإيران في ذات الوقت، إذ اتهمت كل مسؤول من الدولتين الحركة باتهامات مختلفة.
ففي تصريحها الأول استنكرت حركة حماس التصريحات الصادرة عن رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، التي تعرض فيها بالإساءة والاتهام لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية أمام مؤتمر للمعارضة الإيرانية في باريس.
وقالت الحركة في تصريح صحفي، إنها ترفض هذه الافتراءات التي لا أساس لها من الصحة، مشددة على أنها مجافية للحقيقة والواقع.
وأضافت أن القاصي والداني يعلم أن حماس حركة فلسطينية مقاوِمة للاحتلال الصهيوني داخل أرض فلسطين، وذات أجندة فلسطينية خالصة لصالح شعبها وقضيتها وقدسها وأقصاها، وتتبنى الفكر الإسلامي الوسطي، ومنفتحة على جميع مكونات شعبها وأمتها والعالم.
ونبهت الحركة إلى حرصها طوال مسيرتها على النأي بنفسها عن أي صراعات أو تجاذبات أو أجندات أخرى.
وأردفت أن هذه التصريحات تسيء إلى شعبنا وقضيتنا ومقاومتنا، ولا تخدم إلا الاحتلال الصهيوني، وتوفر له الذرائع لمزيد من عدوانه على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وكان الفيصل قال في مؤتمر المعارضة الإيرانية في فرنسا، إن الإدارة الإيرانية الحالية تسعي إلي تأسيس منظمات وجيوش غير نظامية باسم الإسلام لخدمة مصالح الإدارة الإيرانية.
وأضاف ” أن سياسات الخميني تستند منذ نشأتها عام 1979 إلي مبدأ تصدير الثورات والتدخل في شئون الدول تحت دعوي نصرة الضعفاء والأقليات، وظل الأمر كذلك علي مدار عدة سنوات طال خلالها العديد من الدول أبرزها العراق، سوريا، السودان، البحرين.
وأكد الفيصل، أن نظام الخميني يستخدم الجماعات الدينية المسلحة ومن أبرزهم الجيش الأحمر في اليابان وجماعة الإخوان وحماس في غزة وجماعة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وحزب الله في لبنان.
وأكد أن العرب يكنون عظيم الاحترام للثقافة الإيرانية والإسهامات الفارسية، لكن إيران تصر على التدخل في شؤون دول الجوار وتأسيس منظمات طائفية.
ورأى الفيصل أن “إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة، وأن دعمها يهدف إلى إشاعة الفوضى”، وقال إن “نظام الفقيه منح نفسه صلاحيات مطلقة، وقام بعزل إيران، وأن الشعب الإيراني أول ضحاياه”. وأشار إلى أن الخميني سعى لتصدير ثورته للعالم فزاد الفرقة في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي.
وأضاف: “من الأجدر بخامنئي وروحاني الانتباه لمشاكلهما في الداخل، مبينا أن المعارضة الإيرانية ستحقق مبتغاها في رحيل نظام ولاية الفقيه”.
وتلا ذلك أن استنكرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس″ التصريحات الصادرة عن مستشار الحرس الثوري الإيراني العميد خسرو عروج، التي اتهم فيها حماس بالسعي وراء التفاوض مع الاحتلال عبر تركيا.
وأكدت الحركة في تصريح أن ما جاء على لسان المسؤول الإيراني هي “افتراءات باطلة ولا أساس لها من الصحة”، وذّكرت “القاصي والداني ومنهم الحرس الثوري الإيراني أن سياسة حماس الرسمية والفعلية هي عدم التفاوض مع العدو”.
وشددت حركة حماس على أنها ستظل رأس حربة المقاومة في فلسطين حتى التحرير والعودة بإذن الله.
وكان المستشار الأعلى للحرس الثوري الإيراني العميد خسرو عروج هاجم حركة حماس واتهمها بالسعي لتوقيع معاهدات مع إسرائيل عبر تركيا.
وأضاف عروج: إن حماس أكبر حركات المقاومة الفلسطينية، تجلس في تركيا لتفاوض إسرائيل، وتريد أن توقع معها عدة معاهدات.
وانتقد المسؤول الإيراني “تقرب” حركتي حماس وفتح من كل من السعودية وتركيا مضيفاً أن “هاتين الدولتين تتعاونان مع إسرائيل على أعلى المستويات”.
وقال عروج إن حماس “رفعت راية النضال والقتال لتدمير إسرائيل لكننا اليوم نرى كلاما آخر وتفكيرا مغايرا لنهج الإمام الخميني الذي يرفض الجلوس مع الظالم على طاولة واحدة”.
وعلى صعيد الملف السوري، قال عروج في تصريحات نقلتها وكالة “مهر” الإيرانية إن جميع أعداء إيران اليوم في خندق واحد بسوريا وهم “حزب البعث والحركة الصهيونية،وأحزاب ابن تيمية وسيد قطب وميشيل عفلق” على حد قوله.
وأكد أن إيران ذهبت لـ”نصرة المستضعفين” في سوريا، لكنه أشار إلى أن الهدف من القتال في سوريا إبعاد الخطر عن إيران متسائلا: “عندما نحارب من خندق يبعد عن حدودنا 100 متر أفضل أو عندما نحارب في خندق يبعد عن حدودنا ألفي كيلومتر أيهما الأفضل ويوفر لنا الأمان الأكثر؟!”.
وأضاف: “نحن في سوريا لم نحارب فريقا واحدا بل نحارب جميع العالم هناك لأن جميع العالم الآن مشارك في الحرب السورية والروس والأمريكان والإسرائيليون هم المستفيدون الأكبر من الوضع الحالي بسوريا” وفق قوله.
وحول مشاركة الحرس الثوري في العراق قال عروج: “مقاتلو الحرس الثوري لا يؤمنون بالحدود والجغرافيا وحدودنا هي نصرة الضعفاء”، بحسب تعبيره .