كشفت عائلة أول رئيس لليمن بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، أن منزل الرئيس الراحل أصبح معروضا للبيع بعد تنصل الجهات الحكومية عن وعودها بتحويله إلى مدرسة أو متحف.
وأكد العميد علي عبد الله السلال، نجل أول رئيس للجمهورية اليمنية المشير السلال، أن منزل الرئيس الراحل الكائن في حي الزراعة وسط العاصمة صنعاء، معروض للبيع.
وأوضح العميد السلال، في تصريح صحافي، أن هذا القرار جاء بعد اتفاق جميع ورثة أسرة الرئيس السلال الذين أجمعوا على عرضه للبيع.
وأشار إلى أن الدولة ممثلة بأمانة العاصمة، كانت قد تعهدت في وقت سابق ووعدت بشراء المنزل، على أن تقوم ببناء مدرسة السلال للبنات أو تحويله إلى متحف، تخليداً للمشير عبدالله السلال، أول رئيس للجمهورية اليمنية، بعد قيام ثورة سبتمبر والإطاحة بحكم الإمامة.
وقال العميد علي عبدالله السلال: "إن أمانة العاصمة لم تفِ بوعدها، ولذلك اتفق الورثة وأجمعوا أمرهم على عرضه للبيع".
المحلل السياسي محمد عبدالله قال "كما يعلم الجميع أن المشير عبدالله السلال الذي كان أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية من عام 1962 إلى 1967، هو أول رئيس على مستوى اليمن ككل، ولا يليق أن تتعامل الجهات المعنية بكل هذه اللامبالاة مع إرث زعيم تاريخي".
وأضاف محمد عبدالله: "كان ينبغي على الجهات المعنية أن تبادر منذ فترة طويلة بشراء منزل الرئيس السلال وتحويله إلى متحف، وأن تبني مدرسة باسمه في موقع آخر".
يذكر ان الرئيس عبد الله يحيى السلال (1917-1994)، هو أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية في الفترة 1962 – 1967. الميلاد في قرية شعسان مديرية سنحان محافظة صنعاء عام 1917. التحق بمدرسة الأيتام بصنعاء عاصمة اليمن آنذاك عام 1929، وبعد اتمامة للمرحلة الثانوية سافر إلى العراق عام 1936 في بعثة عسكرية أرسلها حاكم اليمن وقتها الإمام يحيى حميد الدين حيث دخل الكلية العسكرية العراقية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان عام 1939.
شارك في ثورة الدستور عام 1948 بقيادة عبد الله الوزير حيث قتل الإمام يحيى. ثم سجن في إثرها كما أعدم الإمام أحمد بن يحيى الذي تولي الحكم بعد ابيه الكثير ممن شاركوا في الانقلاب. أخرجه ولي العهد سيف الإسلام محمد البدر حميد الدين-الإمام لاحقا- من السجن وكانت هذه غلطة ولي العهد التي قد يقال أنها كلفته عرشه. وبعدها أصبح رئيس الحرس لولي العهد وقد كان مشتركا في تنظيم الضباط الأحرار ولم يكن يعلم الإمام البدر بهذا فقربه إليه أكثر. وفي 26 سبتمبر بعد إسبوع واحد من وفاة الإمام أحمد وتسلم الإمام البدر الحكم قامت ثورة 26 سبتمبر على النظام الإمامي الملكي في اليمن من قبل مجموعة من الضباط في الجيش حيث ايدها بعض من مشائخ بعض القبائل ودعمت دعم عسكري واسع من الجانب المصري ليصبح أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية شمال اليمن.
أطيح به في انقلاب قام به ضباط الصاعقة والمظلات في 5 نوفمبر 1967 أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا زالت قائمة ، وتشكل مجلس رئاسي من ثلاثة أمناء هم عبد الرحمن الأرياني ومحمد علي عثمان وأحمد محمد نعمان وتشكلت حكومة برئاسة محسن العيني. انتقل بعدها للاقامة في مصر التي ظل فيها حتى صدور قرار الرئيس علي عبد الله صالح في سبتمبر 1981 بدعوته مع القاضي عبد الرحمن الارياني للعودة إلى الوطن. توفى بمدينة صنعاء في 5 مارس 1994.